مصائب كورونا فوائد الجامعات.. سعادة وتساؤلات الطلاب بعد إلغاء الامتحان
صفحات مواقع التواصل تتحول لتعليقات وفيديوهات كوميدية ومباركات
المجلس الأعلى للجامعات
صياح وهتاف ومباركات، ارتفعت من داخل منازل عدة، قبل قليل، عقب قرارات المجلس الأعلى للجامعات بإلغاء إجراء الامتحانات التحريرية والشفوية، التي كان من المزمع عقدها بنهاية في الفصل الدراسي الثاني للعام الجامعي 2019/2020، وتستبعد الدرجات التي كانت مقررة لها من المجموع الكلي للدرجات في كل السنوات الدراسية (المجموع التراكمي)، مع وجود بديلين، امتحان إلكتروني أو بحث.
طالبة بطب بيطري: كنت متوقعة القرار بس فرحت بيه جدا.. وهستغل الفترة الجاية في تنمية مهاراتي
فرحة عارمة سيطرت على روان عماد، الطالبة بالعام الدراسي الثاني في كلية الطب البيطري لجامعة القاهرة، فور معرفتها بتلك القرارات أثناء متابعتها لمحاضرة أونلاين، لترتفع أصوات الطلاب بصيحات البهجة والزغاريد في التعليقات.
"كنا متوقعينه بس خوفنا ميحصلش وننزل في الأوضاع دي".. قبل أيام كانت روان وزملائها بالكلية يرجحون إصدار ذلك القرار، وفقا لحديثها لـ"الوطن"، لذلك فهي تجده قرارا سليما وصحيحا للغاية، من أجل حماية الطلاب ومنع انتشار الفيروس بينهم، خاصة أن كليتها من أصحاب الأعداد الكبيرة، ويجرون طوال الوقت التجارب العملية التي تحتاج لتقارب مع بعضهم البعض، ومن ثم تطبيق مبدأ التباعد الاجتماعي بها صعبا للغاية.
ورغم تلك البهجة، فإن الطالبة بكلية الطب البيطري، أكدت أنها في انتظار قرارات الجامعة التنظيمية للأبحاث أو الامتحانات الأونلاين وتحديد موعد وكيفية أداء الامتحانات العملية لاحقا، لذلك قررت استغلال تلك الفترة بين الدراسة لتنفيذ ذلك بجانب تعلم لغة جديدة واكتساب مهارات مختلفة لدراستها، مضيفة أنه تسيطر السعادة على طلاب جامعة القاهرة بصفحاتهم عبر موقع التواصل الاجتماعي "الناس كلها كاتبين مبروك وانتصرنا وكل الجروبات بقيت عليها صور وزير التعليم العالي الدكتور خالد عبدالغفار وشكر له بطريقة لطيفة".
طالبة بكلية تجارة: أحلى قرار في حياتي.. وأخيرا في فايدة من كورونا
وشاركتها في السعادة نفسها، آلاء أحمد، الطالبة بالعام الثالث في كلية التجارة بجامعة عين شمس، حيث إنها بموجبه ستتمكن من الالتحاق بالصف الرابع للعام الجديد، بعد إتمامها للأبحاث المطلوبة التي ستنظمها الجامعة، وهو ما وصفته بـ"أجمل قرار في حياتي، وأحلى يوم"، بصوت تملؤه البهجة.
توقعت أيضا آلاء إصدار القرار الذي تجده "مصائب قوم عند قوما فوائد"، هو التعبير الأقرب له، قائلة: "أخيرا لقينا فايدة من اللي بيحصل دلوقتي ده، بس نفسي بردو نرجع تاني الجامعة الأيام دي وحشتني"، حيث إنه لولا الإلغاء لكان الخروج من المنزل وأداء الامتحانات صعبا للغاية ويعرض حياة الآلاف لخطر كورونا.
طالب بهندسة: كنت مستنية من أول تعليق الدراسة.. ونزلت سحبت فلوس الكورسات
محمود علي، الطالب بالفرقة الثالثة لكلية الهندسة جامعة المنصورة، أبدى سعادته الشديدة بذلك القرار "مش مصدق أنه أخيرا صدر كده، كان حلم بالنسبة ليا"، حيث إنه منذ بداية تعليق الدراسة توقعه، لذلك سارع بسحب الأموال التي دفعها في الكورسات للفصل الدراسي الثاني، موضحا أنه سيستغل تلك الفترة في تعلم مهارات جديدة مثل اللغات والتعرف على مواد العام الدراسي الرابع.
طالب بكلية الطب: خايف الامتحانات الإلكترونية تبقى صعبة ومش هينفع مواد تتلغي
على خلافهم، لم يشعر كريم مجدي، الطالب بالفرقة الثالثة في كلية الطب لجامعة طنطا، بالسعادة ذاتها، رغم أن صفحة الطلاب عبر "فيس بوك" و"واتس آب" تمتلئ بالبهجة والتعليقات الساخرة لعدم اضطرارهم إلى المذاكرة أكثر، حيث إنه يشغله حاليا التفكير في تنظيم الجامعة لذلك لاسيما فيما يخص المواد العلمية التي سيتم ترحيلها لحين نهاية فترة التعطيل أو العام المقبل.
"بصراحة خايف تبقى الأبحاث صعبة، لأن الكلية بتاعتنا مش هتكتفي ببحث وممكن يعملوا امتحان إلكتروني، أو الدكاترة يصعبوا علينا الامتحانات أو الدراسة السنة الجاية".. مازال يرى كريم القرارات محفوفة بالصعوبة، رغم أنها ذات طابع جيد وسعيد بالنسبة له، نظرا لصعوبة الدراسة بكلية الطب "يعني أكيد مش هيعدوا المواد كده، وممكن تترحل وتبقى السنة الجاية أصعب"، لذلك سرعان ما تواصل مع أحد الأساتذة لديه لمعرفة التطورات الذي أكد له أنه سيتم إصدار بيان توضيحي خلال أيام.
طالبة بسياحة وفنادق: كان نفسي أمتحن وأتخرج
ريموندا سعيد، الطالبة بالفرقة الرابعة في كلية السياحة والفنادق جامعة حلوان، وجدته قرارا منطقيا متوقعا، إلا أنه لم يسعدها على الإطلاق "كنت عايزه امتحن وأتخرج بقى"، حيث إنه بموجب القرار "تؤجل امتحانات الفرق النهائية بجميع الكليات لحين إنتهاء فترة تعليق الدراسة، ويعهد للجامعات وضع الجداول والضوابط اللازمة لتنفيذ ذلك مع مراعاة منح الطلاب فترة زمنية ملائمة قبل إجراء الإختبارات"، وفقا لنص البيان.
"مقدرش أقول أنه مريح، بس هو منطقي ومتوقعينه بنسبة كبيرة".. تتفق ريموندا في كون القرار يساعد في منع انتشار الفيروس بين الطلاب خلال فترة الامتحانات، إلا أنها لم تتفق مع "أن السنة مش مريحة لأننا بنسلم الأبحاث والتكليفات أونلاين والدكاترة بيشرحوا أونلاين، مش مريح ليا زي ما بنكون في الكلية نفسها"، متمنية أن تنتهي تلك الأزمة سريعا.