أخلاقيات تطبيق أبحاث "كورونا": موافقة المريض والجهات المسئولة
الجامعات تتسابق للوصول إلى علاج لـ«كورونا»
تسارع الجامعات الحكومية والخاصة الزمن لمواجهة انتشار فيروس كورونا المستجد، والوصول إلى علاج وقائى للفيروس، حيث نشرت جامعة القاهرة عدداً كبيراً من الأبحاث العلمية، وتقدمت جامعة حلوان بمشروع بحثى لتجربة أحد الخطوط العلاجية الفيروسية من خلال اللجنة العلمية المسئولة عن التصدى للجائحة، ونشرت خمسة أبحاث دولية، لكن أخلاقيات البحث العلمى تظل القاعدة الأساسية فى أى بحث علمى، حسبما أكد خبراء، لـ«الوطن»، موضحين أنها تتمثل فى الحصول على موافقة الجهات المؤسسية المسئولة.
"عبدالخالق": الآليات تختلف من الإنسان للحيوان
يقول الدكتور مصطفى عبدالخالق، أستاذ الطب بجامعة سوهاج، إنه لا يمكن التنازل عن أخلاقيات البحث العلمى فى مواجهة فيروس كورونا رغم ضيق الوقت لإنتاج أبحاث علمية تكشف عن علاج قوى وفعال، موضحاً أنه يمكن تقليل حجم العينة لكن لا يمكن تجاهل التجريب إطلاقاً، مضيفاً: «بدل ما نطبق على 50 عينة ممكن نطبق على 20». وأضاف «عبدالخالق» لـ«الوطن»، أن أخلاقيات تطبيق البحث العلمى على الإنسان تختلف تماماً عن أخلاقيات تطبيقه على الحيوان، موضحاً أن أخلاقيات التطبيق على الحيوان هى القتل الرحيم، قائلاً: «ماينفعش أخبط الحيوان فى الحيط عشان أموته وآخد منه عينة»، مؤكداً أن الطريقة العلمية هى تخدير جسم الحيوان، ثم سحب العينة منه، مشيراً إلى أن الحيوان سليب الإرادة، على النقيض بالنسبة للإنسان.
وتابع أستاذ الطب أن الإنسان له حق قبول أو رفض تطبيق البحث العلمى عليه، مؤكداً: «ماينفعش أستخدمه كأداة للبحث العلمى إلا بعد موافقة مستنيرة، يعنى أشرح له إيه اللى أنا هعمله».
"السعيد": أهمها اختيار المبحوثين عشوائياً
من جانبه أكد الدكتور السعيد عبدالهادى، أنه لا يمكن تطبيق أى بحث علمى إلا بعد موافقة الجهات المؤسسية عليه، حتى الدواء لا يمكن استخدامه إلا بعد الحصول على موافقة، لافتاً إلى أن صعوبات تطبيق أخلاقيات البحث العلمى الخاصة بفيروس كورونا هى عدم وجود وقت كافٍ للتطبيق، نظراً لارتفاع أعداد المصابين بالفيروس، وضرورة التوصل لعلاج عاجل لمواجهته.
وأشار الدكتور بهاء درويش، عضو لجنة أخلاقيات البحث العلمى بالولايات المتحدة، إلى أن البحث العلمى لا يصبح مقبولاً أخلاقياً وقت الوباء إلا إذا كانت هناك حاجة لاكتشاف علاج، ولا يجب أن يكون إجراء البحث باستخدام الأدوات والموارد المالية والبشرية اللازمة للرعاية الصحية المطلوبة وقت الوباء.
وتابع: «هناك مجموعة من القواعد المفضل اتباعها للحد من تأثير الأبحاث على الحيوانات: التقليل، أى تقليل عدد الحيوانات المستخدمة فى إحدى الخطوات؛ والدقة، أى التدقيق فى الإجراءات المستخدمة فى التجارب لتخفيف الألم المحتمل أو تقليله؛ والإبدال، أى إبدال الإجراءات التى تستخدم الحيوانات بالإجراءات التى لا تستخدم الحيوانات».
وأكد «درويش» أن أخلاقيات البحث العلمى فى مواجهة فيروس كورونا، تتمثل فى ضرورة التمسك بمعيار الاختيار العشوائى للمبحوثين وألا يؤثر ضغط المرضى للحصول على العلاج فى بروتوكول التجربة، ولا يتم اختيار الأطفال أو الفئات الضعيفة للمشاركة فى البحث إلا للفائدة الممكنة من إشراكهم، مع ضرورة تقديم الحماية الضرورية لهم.
وتابع: يجب على العلماء الانتباه لضرورة الموافقة الطوعية للمبحوث، فقد تدفعه رغبته للشفاء إلى المشاركة فى البحث قبل الفهم التام لمخاطر التجربة، مشيراً إلى أنه يمكن للجان الأخلاقيات تبنى المراجعة الجزئية لبروتوكول التجربة وإعطاء موافقة عليه حتى تتم مراجعة بقية الأجزاء، تجنباً لتأخر العمل فى البحث، وضرورة التدريب المستمر للجان الأخلاقيات فى المؤسسات الصحية والبحثية والمشاركين فى بحوث الصحة العامة ومراكز الطوارئ حتى يكونوا جاهزين للعمل وقت الأزمات والطوارئ.