م الآخر| أيها السادة.. كفى عبثا بالوقت
نعم عادت مصر تعمل بالتوقيت الصيفي، والذي من المُقرر له أن يستمر حتى شهر رمضان، وذلك عقب قرار رئيس الوزراء السيد "محلب"، وذلك للإستفادة من ضوء النهار قدر المستطاع، وترشيد الكهرباء في وقت الذروة.
لكن هل الهدف من هذا القرار هو ترشيد الكهرباء حقاً؟، حيثُ أنه منذُ زمن ليس ببعيد، منذ 3 سنوات و25 يومًا تقريبًا، كانت حكومة رئيس الوزراء الأسبق السيد عصام شرف، ألغت العمل بالتوقيت الصيفي بعد ثورة 25 من يناير؛ لعدم الاستفادة منه في توفير الطاقة الكهربائية وعدم جدواه.
المُثير للسخرية أنه سيتم تطبيق التوقيت الصيفي حتى شهر رمضان، هل نضحك على أنفسنا أم على الله؟، لماذا يتم العبث بالوقت؟، نقوم بتقديم الساعة 60 دقيقة، لمدة أقل من شهر، ثم نُعيد عقارب الساعة للوراء 60 دقيقة، مع حلول الشهر الكريم والصيام، ونقلل وقت الصيام، لماذا؟.
لا يوجد سبب مُقنع أوذي جدوى وراء هذا القرار، ومع تكرار انقطاع الكهرباء لتصل لحوالي 4 أو 5 مرات في بعض الأحياء والمناطق، في هذا الوقت من العام، هل هذه الساعة من الزمن التي ستوفر في الطاقة الكهربائية؟، أم أنها عملية طمس لآخر مُكتسب من ثورة 25 يناير.
كانت بداية العمل بالتوقيت الصيفي، في بداية القرن العشرين، ولأول مرة في أثناء الحرب العالمية الأولى، وأول من قامت بتطبيقه ألمانيا، وذلك لأنها وجدته فرصة للحفاظ على الطاقة، في ظل الظروف الصعبة في الحرب التي كانت تمر بها، ومن هنا انتقلت الفكرة إلى باقي دول العالم، حيث أن 87 دولة تتبع التوقيت الصيفي الآن، وتتلخص أهمية التوقيت الصيفي واستخدامه، للإستفادة من طول النهار والطاقة الشمسية على قدر الإمكان، ولكن هذا في الدول التي تحاول إيجاد بديلًا للطاقة الغير المتجددة، والاستفادة من الشمس قدر الإمكان.
ولا تنطبق أسباب العمل بالتوقيت الصيفي على مصر حاليًا، حيث أنه ليست هذه الساعة من الزمن التي ستؤثر في استخدامنا للطاقة الشمسية كطاقة متجددة بديلة، ولو كان على ترشيد استهلاك الطاقة، فإن وزراة الكهرباء تقوم بهذا الأمر بجدارة شديدة في هذا الوقت من السنة "الصيف"، حيث يتم انقطاع الكهرباء حوالي 5 أو 6 مرات، ومن فترة ليست ببعيدة كنا نريد استخدام الفحم، إذًا هذه الساعة ليست قصة حياة أو موت، لو لم نعمل بهذا التوقيت هذه السنة، فنحن لم نتأثر بذلك مدة الـ3 سنوات الماضية.
إذا كانت الحكومة حقًا تبحث عن أسباب لحل مشكلة الطاقة الكهربائية، فهناك حلول عديدة مثل: استخدام طاقات بديلة، كما إن مصر لديها من الإمكانيات ما يساعدها على حل مشكلة الكهرباء، بدون اللجوء للتوقيت الصيفي.
رغم المميزات التي لا حصر لها التي لا أراها للعمل بهذا التوقيت، فإضافة لذلك فالعمل بهذا التوقيت يؤثر بالضرر علينا، وعلى الساعة البيولوجية، وذلك لإضطراب مواعيد النوم، ويؤثر بالسلب على القدرة على العمل، والطاقة بالنسبة للفرد.
نرجو ولو لمرة أن يكون هناك سبب مقنع وذي جدوى لتطبيق أي قانون في مصر، وتوضيح مدى أهميته للعمل به، وذلك بدلًا من حالة الارتباك التي أصابت البعض، وحالة السخرية في مواقع التواصل الاجتماعي، وانتشار حالة من عدم اللاوعي لمدى ضرورة العمل بالتوقيت الصيفي الآن، فقط نريد أن يُطبق توقيت واحد طوال العام.. أيها السادة كفى عبثًا بالوقت.