أولياء أمور عن "مجموعات التقوية": قرار صائب لكن يحتاج لتنفيذ مدروس
أميرة البيلى
قرارات عدة أقرها وزير التربية والتعليم، خلال المؤتمر الصحفي الذي عُقد اليوم، وأعلن فيه عن ملامح العام الدراسي الجديد، تماشيًا مع المعطيات الجديدة والخاصة بانتشار فيروس كورونا.
ومن ضمن تلك القرارات إعداد "مجموعات تقوية" داخل المدارس، للحد من انتشار الدروس الخصوصية، وأن تكون هناك قاعات تكنولوجية مجهزة بكل مدرسة، مع إتاحة الفرصة للطالب في اختيار المدرس الذى يريده، دون تقييده بالالتحاق بالمجموعات داخل المدرسة.
وأثار ذلك القرار جدلًا بين عدد من أولياء الأمور، حول إمكانية تنفيذ هذه المجموعات داخل المدارس، خاصة الحكومية، مشيرين إلى احتياجهم لأن تكون مصروفات تلك المجموعات مناسبة للجميع، كي ترفع عن كاهلهم مصروفات الدروس الخصوصية، إضافة إلى رغبتهم في أن تكون تلك المجموعات على مستوى عالٍ من الشرح، كي لا يحتاج الطالب لدروس أخرى.
"مجموعات التقوية هتكون أفضل للطالب وولي الأمر، لكن محتاجين إنها تتطبق بشكل كويس"، بهذه الكلمات بدأت هند حسين، 34 عامًا، ربة منزل، من سكان منطقة شبرا الخيمة، وولي أمر لثلاثة طلاب، الأول بالصف الثاني الابتدائي، والثاني بالصف السادس الابتدائي، والأخير بالصف الثاني الإعدادي، بإحدى المدارس الحكومية بالمنطقة، عند حديثها عن إعلان الوزير بتفعيل مجموعات التقوية داخل المدارس، وقالت "ولادي كلهم كانوا بياخدوا دروس خصوصية، وكنت بدفع مصاريف كتير، لكن المجموعات هتكون أفضل".
وأضافت أنها ترى أن تلك المجموعات ستوفر الجهد والمال في آن واحد، لأنها ستكون فى نفس المكان، ولا تضطر الطالب للذهاب إلى مكان الدرس الخصوصى.
وأوضحت "هند" أنه فى حال فهم أولادها من شرح المدرسين خلال مجموعات التقوية، فإنها ستمنع الدروس الخصوصية، وستعتمد على المجموعات بشكل أساسي: "الكلام حلو لكن محتاج تنفيذ جيد، عشان التجربة تنجح".
من جانبها تقول مها محرم، 42 عامًا، ربة منزل، وتقطن بمنطقة مصر الجديدة، وولي أمر لطالب بالصف الثالث الإعدادي، إن تطبيق تلك المجموعات قرار صائب، لكن يصعب تنفيذه على أرض الواقع، خاصة داخل المدارس الحكومية، الذى يصل فيها عدد الطلاب إلى 80 طالبًا: "أكيد المجموعات دي هيكون فيها عدد كبير من الطلاب، وده هيأثر على استيعابهم"، مضيفة أنها مع تطبيق تلك المجموعات، ولكن في حين تقليل الأعداد داخل كل مجموعة: "مش هتكون مفيدة غير والعدد قليل، وغير كده هتكون زي مجموعات المدرسة اللي مفيش حد بيحضرها".
لم يختلف الوضع كثيرًا داخل المدارس الخاصة، إذ ترى أميرة البيلي، في أوائل الأربعينات، ربة منزل، من سكان منطقة شيراتون، وولي أمر لطالب بالصف الثاني الإعدادي، بإحدى المدارس الخاصة، أن تصريحات الوزير حول العام الدراسي الجديد جيدة، ولكنها تحتاج لخطط مدروسة لنجاحها.
وتقول: "مستوى المدرسين هو اللى هيتحكم فى حضور ولادنا المجموعات، وعددهم كمان"، مشيرة إلى صعوبة تنفيذ قرار حرية الطالب في اختيار المدرس حتى لو خارج مدرسته، وذلك لسببين، الأول يتعلق باختيار الطالب لمدرسين مدرسته لقربها من المنزل، والآخر احتمالية إجبار المدرسة للطالب للالتحاق بالمجموعة داخل المدرسة.
وأنهت "البيلي" حديثها، بقولها: "القرارات محتاجة وقت عشان تتنفذ بشكل مرضٍ، صعب تنفيذها بين يوم وليلة".