بروفايل| تونى بلير «مبعوث الحرب»
«سبع سنوات عجاف حصيلة السلام فيها صفر»، جملة قصيرة يتناقلها المعارضون للدفع برئيس الوزراء البريطانى الأسبق تونى بلير مبعوثاً للجنة الرباعية للسلام فى الشرق الأوسط.
رهان اللجنة الرباعية على «بلير» لم يكن رابحاً، فبحسب المنتقدين لأداء الدبلوماسى البريطانى الذى تولى مسئولية ملف السلام بالشرق الأوسط منذ يونيو 2007، وقع أول إخفاقات بلير فى 2009 بالهجوم الإسرائيلى على قطاع غزة مما أسفر عن سقوط ما يربو على الألف من سكان القطاع المحاصر، وثانى الإخفاقات وقعت فى 2012 بالهجوم الذى أعقب استهداف القيادى بحماس أحمد الجعبرى، وثالثها يقع حالياً.
درس رئيس الحكومة البريطانى الأسبق القانون، وعمل فى حقل المحاماة حتى خاض العمل العام تحت مظلة حزب العمال البريطانى فى 1983، وانتُخب بلير فى 1992 عضواً باللجنة التنفيذية القومية لحزب العمال، وبعد فوز حزبه بأغلبية مجلس العموم بات الطريق أمام كرسى رئيس الوزراء ممهداً لبلير الذى بقى فى ذلك المنصب بين 1997 و2007.
واستقال بلير من رئاسة الوزراء فى 2007، لتختاره اللجنة الرباعية للسلام بالشرق الأوسط، التى تضم كلاً من الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والاتحاد الأوروبى والأمم المتحدة، ممثلاً لها، لكن نجاحاً واحداً لم يتحقق على يديه كما يشير المطالبون بتدخل جدى لحقن الدماء المسالة فى الركن الجنوبى الشرقى للبحر المتوسط.
ومع حلول «الربيع العربى» على المنطقة وتشابك المشهد السورى خلال السنوات الثلاث الأخيرة، وما يحدث الآن فى العراق وليبيا، بدا «بلير» عاجزاً عن وضع حلول للأزمات التى تطحن السلام فى المنطقة.
طموح تونى بلير، الذى وصل مصر بعد زيارة مباحثات إلى إسرائيل، فى أن يحرز انتصاراً دبلوماسياً بالشرق الأوسط بات على وشك الموت. فسيرته سيرة سياسى شاب ترقّى فى مواجهة «الكبار»، وقرر، فى 2003، مشاركة القوات البريطانية فى الحرب على العراق التى قُتل خلالها مئات الآلاف من المدنيين، وفُتحت بسببها تحقيقات رسمية فى بريطانيا، وُجهت فيها انتقادات لاذعة للطريقة التى تعامل بها تونى بلير مع الحرب عام 2003.
«صاحب قرار الحرب» الذى تحول فى يوم وليلة إلى «مبعوث للسلام»، لم يعترف يوماً بخطئه فى العراق الذى أدى لانقسامه بشكل انتهى إلى إفراز لاعبين جُدد ذوى طبيعة تميل إلى حمل السلاح كان آخرها تنظيم «داعش». سبع سنوات عجاف.. منذ أن شغل تونى بلير موقعه الدبلوماسى الحساس، ظل رئيس الوزراء البريطانى الأسبق خلالها متمسكاً بدوره الذى يراه كثيرون «دوراً مزيفاً»، ويبقى وطيس الحرب مشتعلاً مع تنقلات بلير بين تل أبيب والقاهرة دون أن يوقف ذلك آلة القتل التى أسقطت 202 على الأقل من الفلسطينيين ومئات الجرحى من الجانبين.