«ألحقوا عيالي».. شاهد يروي اللحظات الأخيرة في حياة الأب الغريق بالعياط «فيديو»
شاهد على حدث غرق أب وابنته في العياط مع محرر «الوطن»
«عيالي.. ألحقوا عيالي».. هذه الكلمات آخر ما نطق به الشيخ حامد عبدالستار، أثناء غرقه وهو يحاول انتشال ابنته من الغرق في مياه النيل بقرية البرغوثي في العياط بالجيزة، تلك اللحظات الإنسانية الفارقة في حياة الأب وابنته قبل فراقهما للحياة يرويها الحاج محمود عزوز، الذي كان شاهدًا على حادث غريق العياط لوجود بيته مقابل جسر النيل.
الأب الغريق من قرية الناصرية ويأتي لـ«البرغوتي» لتحفيظ أبنائها القرآن
في الواحدة ظهر الأمس، كان يجلس الشيخ حامد وأسرته على جسر النيل يأكلون ويمرحون، كعادة الأسر التي تأتي إلى هذا المكان هربًا من حرارة الصيف وبعيدا عن التكلفة المادية، حسب ما رواه «محمود عزوز» الشاهد على الواقعة، لـ«الوطن»، وهو توقيت حدوث حالتي الغرق، بينما باقي أهالي القرية في بيوتهم لكونها «الساعة الرايقة» التي يعتاد فيها الراحة داخل البيوت.
في لحظة الغرق كان يجلس الحاج محمود تحت شجرة مستظلًا بها من شمس الظهيرة، بينما يشاهد من بعيد الحاج حامد يجلس رفقة أسرته منذ السابعة صباحًا، حيث اعتاد أن يأتي من قريته «الناصرية» إلى قريتهم «البرغوتي» ليُحفّظ أبنائها القرآن الكريم لكونه حاملًا لكتاب الله، فهو ليس من أهل القرية التي غرق بها، وفي هذا اليوم كان مصطحبًا أسرته، وكان الجو يتسم بالهدوء حتى سمع «محمود» استغاثة «زوجة حامد» فهرول مسرعًا إليهم ليجد إحدى بناته فوق المياه فأخرجها ووجد الشيخ حامد يغرق ويصرخ فيه: «عيالي، ألحقوا عيالي» فظن أنه يتحدث عن الابنة التي وجدها على الشط وأخرجها، وذهب لإحضار حبل لكنه لبُعد المسافة كان قصيرًا لم يستطع الغريق التشبث به، فنادى فيه الشاهد أن يُمسك في الحشائش حتى يتمكّن من الخروج لعدم تمكّن أي منهما من السباحة.
واكتشف الحاج محمود أن الابنة التي أخرجها من المياه لم تكن الغريقة وأن أختها نزلت لملء «جركن» فغرقت ونزل الأب لإنقاذها فلم يتمكّن من ذلك، وكادت أن تلحق بهما الابنة الثانية والأم إلا أن الأهالي التي اجتمعت أخرجوهما.
ومنذ الواحدة ظهرًا وحتى انتشال جثة الأب قبل ساعات قليلة اجتمع صيادو مركزي العياط وأطفيح لمحاولة انتشال الجثمان وانضمت إليهم قوات الإنقاذ النهري في الجيزة، فعثروا على الأب ظهر اليوم في قرية المنشية على بُعد 4 كيلو من موقع الغرق ولم يتم العثور على الابنة حتى الآن.
يشير الشاهد على الواقعة، إلى أنها ليست حالة الغرق الأولى في هذا المكان لكنها تعد السادسة تقريبا، بسبب قدوم الأهالي للتنزه في هذا المكان فيتعرضون للغرق لعمق المياه.