هناء.. زوّجت 6 بنات من كفاحها وتحلم بمعاش لمساعدة زوجها المريض
الحاجة هناء وزوجها المريض وشقيقته المريضة
مع انطلاق أذان الفجر عبر ميكرفون المسجد المجاور لمنزلها تنهض الحاجة «هناء محمود علي» 52 عامًا من نومها، لتبدأ رحلة كفاح اعتادت عليها منذ أن كان عمرها 15 عاما بالعمل في الحقول، تقاوم كبر سنها لتواصل مسيرتها في رعاية ابنتها وزوجها وشقيقته، لتقدم مثالًا للمرأة المصرية القوية التي تحمي أسرتها، وتقدم لهم عطاءً متواصلًا بلا كلل أو ملل.
العمل في سن مبكر لمساعدة الأسرة
وتحملت «هناء» المسؤولية وهي شابة صغيرة، حيث قررت أن تقف بجوار زوجها حيث تقطن بمنطقة شروق 1 بقرية الصالحية القديمة بمركز فاقوس، وتشاركه في تدبير نفقات واحتياجات بناتهن الـ 7 بالإضافة إلى شقيقته المصابة بضمور في المخ.
تصف الحاجة «هناء» حياتها: «كان عمري 13 سنة عندما تزوجت ومع ولادة أول طفلة طلبت من زوجي أن يسمح لي بالعمل باليومية في الحقول الزراعية لمساعدته».
تربية 6 فتيات
بقامة منحنية وشيب يغزو الشعر، ووجه يملأه التجاعيد تواصل السيدة الخمسينية عملها داخل الحقول الزراعية في مركز فاقوس ، وتابعت: «بمجرد التحاق بناتي بالمدرسة الابتدائية كن يساعدني ووالدهن في العمل، وعاشوا حياة مستقرة مكتفين بما يحصلون عليه من دخل بسيط».
وأكدت «هناء» أنها وزوجها استطاعا تزويج 6 من بناتهن، بالأجر البسيط الذي تحصل عليه من العمل في الحقول، بالإضافة إلى عمل زوجها فى أعمال حرة، وحاليا يتبقى واحدة تدرس بالمرحلة الإعدادية.
إصابة الزوج بأمراض مزمنة وشقيقته بضمور في المخ
كان إصابة زوج «هناء» بالمرض أمر صعب عليها، فمنذ عدة سنوات واكتشفت إصابته بأمراض الضغط والسكر والبروستاتا وتسمم كبدي، حتى أصبح غير قادر على العمل، وحاليا هي العائل الوحيد لأسرتها المكونة من ابنتها وزوجها الذي يبلغ 65 عاما، بالإضافة إلى شقيقته التى تبلغ 43 عاما وهي من ذوي الهمم ومصابة بضمور في المخ: «اعمل بالنهار في الحقول وبالليل برجع أرتب البيت ولو فى طاقة أطبخ لأن بنتي الصغيرة واخت جوزى ميقدروش يعملوا حاجة وأخد بالى من أدوية جوزى وربنا يقدرنى علي خدمتهم».
مناشدة للتضامن ومحافظ الشرقية
كعب داير على مكتب التضامن الاجتماعي بمركز فاقوس ومستشفى ابو كبير العام ومستشفى فاقوس المركزي هو ما تفعله «هناء» بشكل شبه يومي محاولة إنهاء إجراءات حصول زوجها وشقيقته على معاش من التضامن الاجتماعي أو ضمن تكافل وكرامة ليضاف إلى مهامها عبء جديد، وتوضح :«مش عارفة اصرف معاش لزوجي المريضة وشقيقته المصابة بضمور، ولا تستطيع الحركة، وكل مرة الموظفين يقولولي لسه انتظري».
و استغاثت «هناء» بوزير التضامن والدكتور ممدوح غراب محافظ الشرقية لمساعدتها لصرف معاش لزوجها وشقيقته، رحمة بهم خصوصا بعد تقدم زوجها في السن، وتدهور حالته الصحية الأمر الذي ينطبق على شقيقته أيضًا.
واختتمت «خايفة أموت وأسيبهم ميلاقوش ثمن أدويتهم وطعامهم، ربنا كبير والأمل في الله، ربنا مش هينساهم».