عيل «جرافيتى» صحيح!
الجدران المنقوشة برسومات وألوان وشعارات ثورية كانت حافزاً لهم لمحاكاتها بأنامل صغيرة ومخيلة بريئة. أطفال فى عمر الزهور حملوا «باليتة» ألوان وفرشاة صغيرة معلنين عزمهم اقتحام عالم «الجرافيتى». الشخصيات الكارتونية كانت بطلاً لرسومات نفذوها على الجدران وفقاً لمخرجة الرسوم المتحركة «نسرين عبدالحميد»: «ورشة الجرافيتى التى يقدمها «أرت فور كيدز» تستهدف الأطفال من 4 إلى 12 عاماً لتوظيف طاقاتهم فى عمل فنى مثمر»، وأضافت «نسرين»: «جرافيتى الشارع يحظره القانون، عشان كده فكرت إزاى أخليه فن جميل محترم، ويستهدف فئة عمرية صغيرة، والرسومات اللى بيرسمها الأطفال على الجدران بتبقى من وحى خيالهم، بعيداً عن مشاهد الثورة والشعارات الملتهبة اللى ارتبطت بفن الجرافيتى».
مكان أشبه بمقبرة بعتمتها وشواهدها رسمه طفل مشارك فى الورشة استوقف «نسرين» ودفعها للاستمرار فى الطريق الذى بدأته مع الأطفال، فالتكنولوجيا الرقمية التى أصبحت فى أيدى الأطفال طوال الوقت أدت إلى إصابتهم بالتوحد وأصابت علاقاتهم الاجتماعية فى مقتل، ولأن هذا الطفل اعتاد على لعبة إلكترونية تحوى عالم المقابر، كانت هى أول ما جاء فى ذهنه ليرسمه على الجدران: «عادةً باسمح للأطفال برسم أى شىء يخطر على بالهم، وبعد كده ندخل فى صميم عمل الورشة وهى الشخصيات الكرتونية باعتبارها محببة إلى قلوبهم، ومن خلال الرسومات ممكن نألف شخصية من وحى خيالنا، أو نرسم الشخصيات المعتادة».
«نسرين» التى تخرجت فى معهد السينما وتخصصت فى عالم أفلام الكارتون ترى أن الاهتمام بالأطفال هو الأهم حالياً ومستقبلاً: «هما النبتة اللى لو أحسنا زراعتها والاعتناء بها هتطرح فن وثقافة ومجتمع متحضر»، وهو ما دفعها لتنظيم الورشة أكثر من مرة فى أماكن أخرى مثل ساقية الصاوى، وقالت إنها لم تدفع بالأطفال للرسم على جدران الشوارع خوفاً من إصابتهم بأى مكروه فى الأجواء المضطربة التى نعيشها حالياً.