«الوطن» ترافق صيادى «كفر مغيزل» المفرج عنهم إلى منازلهم
على أنغام أغنية «يا حبيبتى يا مصر»، و«تسلم الأيادى»، رقص الصيادون المفرج عنهم، وانهمرت دموعهم أيضاً فرحاً بالعودة إلى مصر بعد احتجاز واختطاف من فصائل ليبية مسلحة تتزعمهم جماعة فجر ليبيا استمر لـ4 أشهر.
«الوطن» تابعت فرحة الصيادين العائدين فور خروجهم من مطار القاهرة الدولى، وحتى استقلالهم إحدى السيارات الجماعية للعودة إلى قراهم، التى ينتظرهم أهلها بالفرحة والترحاب بعد غياب دام لأكثر من 4 شهور، لا يعلمون عنهم شيئاً، تعرضوا فيها لكل أنواع العذاب والإهانة، بينما كانت أسرهم تعيش فى نفس العذاب بل يزيد.
قال عبدالقادر أحمد محمد، 28 عاماً، صياد من برج مغيزل بمطوبس، «تم احتجازنا منذ 8 نوفمبر الماضى، فى ميناء زوارة لمدة 40 يوماً، بحجة اختراقنا للمياه الإقليمية الليبية، ثم اقتادونا لمدينة مصراتة وظللنا فيها 50 يوماً فى مدرسة الكرارين، وتعرضنا للمعاملة غير الآدمية، وكنا نأكل فى 24 ساعة وجبة مكرونة مختلطة بالرمال، وأحياناً لا نجدها، كما تعرضنا للإهانة أيضاً فى منطقة الزاوية الليبية، وكنا نشرب مياهاً مختلطة بالديدان ما تسببت فى إصابتنا بالمرض».
وأضاف محمد صبحى داود، 30 عاماً، صياد من برج مغيزل، أنه خرج وزملاؤه فى رحلة صيد منذ 4 شهور على متن مركب الصيد «أبوندى، وجنى»، وأنه متزوح حديثاً، ويحمد الله على العودة، مطالباً السلطات المصرية بالاهتمام بالمواطن المصرى، لأنهم «اتبهدلوا فوق ما يتخيل البعض»، وأن جماعة «فجر» الليبية كانوا يجبرونهم على تجميع القمامة، وتنظيف المطابخ، وتنزيل البضائع من السيارات المصرية التى يستولون عليها «حلويات وعصائر»، بحجة أن بها مواد مسرطنة.
وأضاف أحمد جابر فراج «35 عاماً، صياد»، أنه متزوج ولديه بنتان وولد، ومسئول عن أسرة مكونة من 6 أفراد، وأنه اضطر للسفر رغم المخاطر التى يلقاها، مشيراً لمدى الإهانة التى يتعرض لها المصريون فى ليبيا، وكيف أنهم فقدوا كرامتهم لأنهم هانوا على بلادهم، فهانوا فى بلاد الغير، مؤكداً أنه سيبحث عن أى عمل آخر غير مهنة الصيد حتى لو «هابيع فجل».
أسامة جوهر محمد «24 عاماً، صياد»، من برج مغيزل، قال إنه يعمل بالمهنة منذ 10 سنوات وأن هذه أصعب رحلة تعرض لها، وأنهم تعرضوا للإهانة من جماعة «فجر ليبيا» رغم أنهم عرب، مشيراً إلى أنه سيبحث عن مهنة أخرى غير الصيد، و«مصر مليانة شغل»، مطالباً الحكومة المصرية بالحفاظ على كرامة الشعب المصرى فى الداخل حتى يتم احترامه فى الخارج.
وأضاف وجدى أحمد محمد، صياد، 20 عاماً، أعزب، من قرية الجزيرة الخضراء، أنه يعمل بمهنة الصيد منذ 6 سنوات، وأن هذه أول مرة يتعرض فيها لتلك المهانة، وأنه كان يتمنى ألا يكون فى تلك الرحلة التى أهدرت فيها كرامته، من الأشقاء العرب فى ليبيا، مشيراً إلى «أن الليبيين اهتموا بنا بعد الضربة الجوية التى تعرضت لها درنة».