هل تؤثر التغيرات المناخية على حركة الزلازل؟.. خبير بيئي يجيب
أنقاض زلزال
تشغل التغيرات المناخية دول العالم في الوقت الحالي، لما لها من تأثيرات مباشرة على حياة الناس، سواء في مأكلهم أو طبيعة الجو المحيط بهم، أو كوارث طبيعية قد تطالهم أو طالت دولا بجوارهم، إلا أن السؤال الذي يشغل كثيرين يتعلق بتأثير التغيرات المناخية على حركة الزلازل، وهل هناك علاقة بينهما أم لا؟.
الدكتور مجدي علام، مستشار برنامج البيئة العالمي، أكد عم وجود أي علاقة بين التغيرات المناخية والزلازل، موضحا أن الزلازل هي حركة طبقات الأرض، وليس هناك علاقة تربط بين المناخ وبين هذه الحركة، «بدأ التفكير في الربط بين الزلازل والمناخ، منذ حدوث تسونامي في جنوب شرق آسيا، وتساءل حينها البعض عن العلاقة بينهما، خصوصا مع تزامن ذلك مع انفصال أجزاء من الجليد بسبب ارتفاع درجات الحرارة»، مشيرا إلى أن «تسونامي» هو حركة عنيفة وظاهرة جيولوجية تسببت في غرق 700 كيلومتر بالمياه.
وأضاف في حديثه لـ«الوطن»، أن آثار ظاهرة تسونامي التي حدثت في جنوب شرق آسيا ما زالت تُدرس، وكيف أنه في هذا العمق البحري يقع زلزال ويحمل تيارا مائيا شديد العنف ويتجاوز مساحة شاسعة ويدمر مدنا كاملة في طريقه.
لا يمكن إرجاع الزلازل إلى تغيرات المناخ
مستشار برنامج البيئة العالمي أوضح أن هذه الظاهرة مثلا، والتي ترجع في الأصل إلى زلزال وقع في قاع المحيط؛ لا يمكن أن نرجعها إلى تغير المناخ فقط، وإن كان جزء منه مصاحبا لهذه الظاهرة، ولكنه ليس مسببا له، وهو ظاهرة جيولوجية، أما المناخ فهو ظاهرة غلاف جوي ومناخ.
وأوضح، أن الغلاف الجوي يتكون من 7 طبقات، وكل طبقة لها دور؛ منها طبقة الميزوسفير التي تعمل على تخزين المطر.
الفرق بين الظواهر الجيولوجية والمناخية
وأكد الخبير البيئي، أن هناك فرقا بين الظاهرة الجيولوجية التي تتحرك فيها طبقات الأرض كالزلازل، وبتحركها تعيد توازن وثبات الكرة الأرضية، والزلازل التي تسبب تسونامي، فعندما نصنف ظاهرة تسونامي مثلا فهي بدأت بزلزال في قاع البحر، أما المناخ وتغيراته فظهرت بسبب حبس الحرارة على سطح الكرة الأرضية، وعندما يجري تسخين سطح الكرة الأرضية فإنه يؤثر على 3 نظم، فتسخن مياه المحيطات وبالتبعية تسخن الكائنات البحرية وتزداد الحامضية، وهي ظاهرة مناخية أكثر منها جيولوجية.
ومع هذه السخونة، كما يذكر الخبير، يتحول الوسط المائي من القلوي العادي إلى الحامضي، ويتسبب في تسلخ الحيتان في البحر المتوسط نتيجة حامضية المياه، وكل هذا يدل على عدم التأثير القوي للتغيرات المناخية على كثير من الأمور ولكن ليس منها الزلازل.