أهالى «النواهض» يستقبلون «الأضحى» فى حراسة «مقبرة فرعونية»
فى الوقت الذى يستعد فيه جموع المصريين لاستقبال عيد الأضحى المبارك، رفض العشرات من أهالى قرية «النواهض» بقنا مغادرة قطعة الأرض المشتبه فى كونها تحوى مقبرة فرعونية، مقررين المبيت بالأرض خشية تعرضها للسرقة والنهب على أيدى تجار الآثار، على الرغم من وجود قوة أمنية مكونة من سيارة أمن مركزى وثلاث سيارات «بوكس».
وقال عبده محمد أحمد، أحد أهالى القرية لـ«الوطن»: «إحنا هنفضل قاعدين فى المكان ومش هنسيبه إلا والحكومة واخدة الآثار دى بصفة رسمية ونكون عارفينها رايحة فين وهوية الأشخاص المكلفين بنقلها»، مضيفاً: «فى ناس معاها سلاح تابعين لتجار الآثار يترددون على القرية فى محاولة لمعرفة إمكانية سطوهم على قطعة الأرض ليلاً».
وفى سياق متصل، واصلت لجنة الآثار المكونة من الأثريين «سيد جاد الرب وعاطف مكاوى وإسماعيل محمد جاد» أعمال البحث والتنقيب عما أشيع منذ أسبوع عن وجود مقبرة فرعونية بقطعة أرض فضاء ملك محمد أحمد عمر عثمان كائنة بقرية النواهض التابعة لمركز أبوتشت شمال مدينة قنا، واصطدام «لودر» الاثنين الماضى كان يقوم بتسوية الأرض لإعدادها للبناء بأرضية صخرية ورؤيته ما يشبه حفرة يصل قطرها لمترين، مما دفع الأهالى للوجود وحديث بعضهم عن «كنز فرعونى» سيقتلع الفقر من فقراء القرية.
ورصدت «الوطن» عثور اللجنة على ثلاث أوانٍ من الفخار ذات لون أسود وغطاء لأحد الأوانى الفخارية، بالإضافة لرفات هيكل عظمى، وأكد مصدر أثرى قيمة الأوانى الأثرية التى عثرت عليها لجنة الآثار دون أن يحدد طبيعة العصر الذى تنتمى إليه.
ولا تزال أعمال البحث والتنقيب حتى مثول الجريدة للطبع قائمة من قبل لجنة الآثار من الأثريين وسط حراسة أمنية مشددة بعد توافد المئات من أهالى القرية يدفعهم الفضول لرؤية ما سموه «كنوز الفراعنة».
وفى سياق متصل، تحفظت إدارة تفتيش آثار قنا على الحديث بكون الأوانى الفخارية ورفات الهيكل العظمى شواهد على وجود مقبرة فرعونية، مشيرة إلى أنها ستعلن عما توصلت إليه خلال أيام معدودة تعقب انتهاء اللجنة من أعمال البحث والتفتيش.
فيما أشار مصدر أمنى وصول تعزيزات أمنية لمركز أبوتشت من قوات الأمن المركزى عبارة عن ثلاث فرق أمن مركزى، بالإضافة لعدد من أفراد وحدة مباحث مركز أبوتشت، تحسباً لأى مستجدات قد تطرأ على المكان وتأمين عمل لجنة الآثار.
ومن ناحية أخرى، سرد عبده محمد أحمد وأحمد غزالى أحمد من أهالى القرية، تفاصيل اكتشاف المقبرة لـ«الوطن»، وأوضحا أن لودراً كان يسوى قطعة أرض تبلغ مساحتها 300 متر ملك محمد أحمد، ثم اصطدم بأحد الأسقف الصلبة، وفجأة هبطت الأرض وظهرت مغارة أمامهم.
وأردف عبده، البالغ من العمر 55 سنة، أن المئات من الأهالى توافدوا على ما يشتبه كونه مقبرة فرعونية، على حد قوله، إلا أنهم فوجئوا أمس الأول بزيارة عدد من تجار تهريب الآثار المعروفين بصحبة سيارة للأجهزة الأمنية «بوكس»، وهو ما أثار الشكوك لدى الأهالى، خشية قيامهم بتهريبها، مما أدى لوقوع مشادات كلامية بين الطرفين واضطر الأمن لإطلاق النيران فى الهواء لتفريق الأهالى، مما دفع الأهالى لإبلاغ بعض المتخصصين فى مجال الآثار، وعلى أثر تلك الاشتباكات، حاصرت الأجهزة الأمنية المكان ودفعت بسيارة أمن مركزى وسيارتين «بوكس»، بالإضافة لوجود أشرف نبيل رئيس وحدة مباحث أبوتشت بجوار قطعة الأرض لمنع مهربى الآثار من الاقتراب منها، وقال إن الأهالى ظلوا يتناوبون حراسة قطعة الأرض، خشية سرقة غرباء لها ليلاً.
فيما روى أحمد غزالى، أحد الأهالى، عن رؤيته لغرباء مسلحين يراقبون الأرض على مسافة 500 متر على فترات متقطعة، وأعقبه اشتعال النيران بمدخل المغارة 3 مرات فى الخامسة فجراً، مما أثار فزع وخشية الأهالى، مما وصفوه بـ«لعنة مارد المقبرة».
ونفى الأهالى ما أوردته بعض وسائل الإعلام تجمهرهم أو محاولة استيلائهم على محتويات المقبرة.