في ذكرى مولده.. صفات تحلى بها النبي في التعامل مع من حوله
المولد النبوي.. تعبيرية
تحلى النبي صلى الله عليه وسلم بالعديد من الصفات الحميدة، وكان رحيما في تعمالاته مع أهله وأصحابه وكل من حوله، وعلى مدار شهر سبتمبر الجاري، جاءت خطب الجمعة توضح صفاته الكريمة وتوضح العديد من ملامح حياته وتعاملاته اليومية مع الناس.
حال النبي مع ربه وأهله
وفقا لما ورد في خطبة الجمعة الأولى من شهر سبتمبر الجاري، فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان أكثر الناس حبا لله عز وجل وخشية منه أيضا وكان يأنس بعبادته لله عز وجل، ومن مظاهر ذلك توجهه صلى الله عليه وسلم للتعبد في غار حراء وأشارت الخطبة إلى قوله صلى الله عليه وسلم: «جُعِلتْ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلاةِ».
وفي معاملاته مع أهله، كان صلى الله عليه وسلم رحيما بهم، وكان نعم الزوج، فيساعد زوجاته في المهام المختلفة، كما كان يرقع ثوبه ويخصف نعله، ويحلب شاته، ويخدم نفسه، وذلك وفقا لما ورد في إحدى خطب الجمعة لشهر سبتمبر 2023، فأشارت الخطبة إلى ما ورد عن السيدة عائشة (رضي الله عنها) أنها سُئلت: “ما كان النبي (صلى الله عليه وسلم) يعمل في بيته؟ قالت: (كان يَخيطُ ثوبَه ويخصِفُ نعلَه ويعمَلُ ما يعمَلُ الرِّجالُ في بيوتِهم”، وفي رواية قالت: ” كانَ يَكونُ في مِهْنَةِ أهْلِهِ – تَعْنِي خِدْمَةَ أهْلِهِ – فَإِذَا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ خَرَجَ إلى الصَّلَاةِ”.
حال النبي مع أصحابه وأمته
كما تحلى النبي صلى الله عليه وسلم بكونه خير صاحب لأصحابه، وكانت معاملته مع أصحابه تقوم على التعاون والرفق ووفقا لما ورد في خطب الجمعة كان صلى الله عليه وسلم أن سيدنا أتنس بن مالك رضي الله عنه قال: «كان صلى الله عليه وسلم إذا لقيه أحد من أصحابه فقام معه، قام معه فلم ينصرف حتى يكون الرجل هو الذي ينصرف عنه، وإذا لقيه أحد من أصحابه فتناول يده ناوله إياها فلم ينزع يده منه حتى يكون الرجل هو الذي ينزع يده منه»، إضافة إلى أنه كان يثني على أصحابه تقديرا لهم وإعلاءً لقدرهم وإظهارا لفضلهم.
ووسع لين قلب المصطفى صلى الله عليه وسلم كل أمته، فكان رحيما بالضعفاء، ويمد يد العون لكل محتاج يوصي برحمتهم وإكرامهم، ويسعى في قضاء حوائجهم، وأشارت خطبة الجمعة إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا وَيُوَقَرْ كَبِيرَنَا)، ونال الأطفال نصيبا كبيرا من رحمته، فكان إذا سمع بكاء رضيع في الصلاة، يُعجل من إنهاء الصلاة حتى تعتني الأم المصلية بصغيرها، هذا بالإضافة إلى أن رحمة النبي بأمته تسعهم في الدنيا وفي الأخرة أيضا، حيث يشفع لهم ويسقيهم من يديه الطاهرتين لا يظمأوا بعدها أبدا.