أستاذ فلسفة: المصري لا يستسلم للكآبة.. والفطرة تدفعه للبهجة
د. سهير عبدالسلام: الشعور بالسعادة يرتبط بـ«العاطفة والأعياد»
الدكتورة سهير عبدالسلام
قالت الدكتورة سهير عبدالسلام، أستاذ الفلسفة السياسية بجامعة حلوان، إن الشعب المصرى لا يستسلم للكآبة والتشاؤم ويبحث دائماً عن السعادة، مؤكدة أن السعادة ترتبط عند المصريين بالعاطفة والمناسبات والأعياد القومية والدينية.
وأضافت في حوار لـ«الوطن»، أن الضغوط الاقتصادية تثير قلق الإنسان ومخاوفه، وتقلل شعوره بالسعادة، وعلينا إعادة النظر فى مسبباتها وعلاجها.
ما مسببات السعادة؟
- السعادة لها عدة مسببات، أولها مسببات فطرية مرتبطة بغرائز الإنسان الطبيعية التى يحاول -تماشياً مع متطلبات وضوابط المجتمع- أن يقيدها، ولكن فطرته وغرائزه الطبيعية حينما تجد لها مخرجات مشروعة بالنسبة للإنسان وللمجتمع هنا يشعر الإنسان بالسعادة.
فيمَ تتمثل نوعياتها؟
- السعادة يمكن أن تكون فردية أو جماعية، فهى فردية فى حالة تحقيق الفرد لأحلامه ومتطلباته وفعل كل ما يرضيه، وتكون جماعية من خلال علاقته بالآخرين ومشاركته لهم، ومن ضمن الغرائز الطبيعية غريزة الأمومة والأبوة التى يرتبط فيها الفرد بالمشاعر الغريزية والطبيعية مع الأولاد والأحفاد، وغريزة الطعام التى يشعر الإنسان من خلالها بالسعادة.
هل هناك أسباب أخرى للسعادة؟
- الكثير منا يستمد سعادته من إسعاد الآخرين، ثم تأتى وتتماشى السعادة مع الرغبة الإنسانية الكاملة لدينا جميعاً فى التقدم وإحراز الأهداف فى الحياة، ومع كل خطوة للأمام يشعر الفرد بالسعادة، وقد يجد الإنسان السعادة فى التصاقه بالطبيعة حينما يعود إلى المناظر الطبيعية الخلابة.
فيمَ تتمثل مقوماتها عند المصريين على وجه التحديد؟
- تجمع المصريين سعادة مشتركة كتحقيق هدف وطنى أو قومى مشترك، لأن المصريين بطبيعتهم عاطفيون، فالسعادة عندهم ترتبط بالعاطفة، سواء كانت عاطفة شخصية أو وطنية أو عائلية، وفى المناسبات والأعياد القومية والدينية يصنع المصرى سعادته من خلال الاحتفال حتى لو كان بسيطاً، فالشعب المصرى حريص على الاحتفال بكافة الأعياد والمواسم المصرية وغير المصرية مثل عيد الهالوين، وترتبط سعادة المصرى فى الاحتفالات بطقوس معينة تتعلق بالمأكل والمشرب وطبيعة الاحتفال التى ورثها كل إنسان على حسب قدراته.
ما نصيحتك للمصريين فى العام الجديد؟
- نصيحتى للمصريين هى أن يصنعوا سعادتهم بأنفسهم، لأن السعادة فى أغلبها رغبة وإصرار على تحقيقها، والتف بمن حولك وتفاعل معهم واصنع لنفسك طقوساً للسعادة ولو بسيطة تُرضى بها ذاتك أو مَن حولك، والسعادة اختيار وقرار، ابدأ فى تنفيذه فوراً، حاول دائماً أن تترك مشكلاتك ولو للحظات حتى تشعر بأنك حر ومتحرر من كل القيود.
هل تقلل الضغوط الاقتصادية من الشعور بالسعادة؟
- الضغوط الاقتصادية تثير قلق الإنسان ومخاوفه، ما يقلل من شعوره بالسعادة، لانخراطه فى أعباء الحياة، ودائماً علينا أن ننظر إلى مسببات السعادة الموجودة بداخلنا وحولنا كوجود الأطفال والصحة والمنزل والأمان وتوافر سبل الحياة وأشياء كثيرة من نعم الله يجب أن نسعد بها ونحتفل بما منحته لنا الحياة من نعم.
هل هناك معدلات معينة تختلف من فئة لأخرى؟
- الرغبة فى السعادة لدى الجميع فى جميع الأعمار كل بما يتناسب مع ظروفه ومتطلباته، وأهدافه فى الحياة، بطرق مختلفة
السعادة الضائعة
سببها عدم الرضا والبحث عن أهداف بعيدة يصعب تحقيقها، والانعزال والانفصال عن الناس، والنظر دائماً إلى كل ما هو بعيد المنال، فكلها أمور تسلب السعادة، وهناك أمور قد تكون قهرية كفقدان الأحباب والأعزاء أو مرض البعض، فإذا كانت الطبيعة تعمل أحياناً على سلب سعادتنا فلا ينبغى أن نشاركها فى سلب السعادة الشخصية ونكون سبباً فى تعاسة أنفسنا.