"النافورة": اتشرد براحتك.. وتعالى صيّف عندنا
بزخرفاتها المنمقة، ومياهها المتدفقة، وهوائها الرطب الذى يلفح المارين من أمامها، يقف أطفال ملابسهم ممزقة ووجوههم متربة، على بعد أمتار قليلة من النافورة الموجودة فى شارع «البطل أحمد عبدالعزيز» أمام وزارة الزراعة، يرمقون الخفير بنظرات متفحصة، ثم سرعان ما يتقافزون نحو النافورة وهم يطوحون ملابسهم فى الهواء، ينتبه الخفير إلى وجودهم فيركض نحوهم، وسرعان ما يهرولون خارجها وهم يلتقطون ملابسهم المتناثرة.
يحكى عبدالعظيم عبدالفهيم، خفير نافورة «البطل أحمد عبدالعزيز»، قصته مع الأطفال المشردين الذين يستحمون ويلهون بمياه النافورة: «الأطفال المتسولين بينتهزوا فرصة إنى بكون فى الحمام أو بشترى حاجة وييجوا يستحموا فى النافورة ويغسلوا فيها هدومهم، ولما بشوفهم بجرى وراهم بالعصايا وهما يطلعوا يجروا».
يصف «عبدالعظيم» النافورة بأنها تضيف للمنطقة بهاء وجمالاً خصوصاً عندما تتعانق المياه مع الأضواء البارزة المسلطة عليها، وعن مشاكلها يتحدث: «الصرف بتاعها مسدود علشان كده بحاول أصرف ميتها فى الجنينة وأسقى بيه الزرع على ما الصرف بتاعها يتصلح».
يعمل الخفير على هذه النافورة منذ عامين لدى الشركة التى أنشأت النافورة وتملك امتياز الإعلانات بها، يتقاضى 500 جنيه شهرياً ولديه كشك صغير يبيت فيه بالقرب من النافورة: «بقالى 10 سنين هنا وكنت بحرس نافورات وحدائق تانية بمناطق متفرقة بالقاهرة لحد ما استقريت هنا».
فى الحى السابع بمدينة نصر، تتدفق المياه مساء من النافورة المقابلة لجامعة الأزهر فرع البنات، يختلط صوت خرير الماء بصوت السيارات المسرعة بشارع مصطفى النحاس، ويتطاير رذاذ مياهها على الجالسين على حوافها فتلطف من درجة الحرارة، وتجتذب إليها الطلاب الذين يلتقطون على أطرافها بعض الصور التذكارية.
أكثر ما يزعج البنات القاطنات بالمدينة الجامعية أمام النافورة ومنهن رفيدة يوسف، الطالبة بالفرقة الرابعة كلية الدراسات الإسلامية، هى المعاكسات التى يتعرضن لها من الشباب الذى يتفرغ مساءً للجلوس على أطراف النافورة، وتذكر أن كثيراً من «الحبيبة» يلتقطون صوراً تذكارية أمام النافورة التى تصفها بـ«ملتقى الحبيّبة».
وفى ميدان العباسية أمام مسجد النور، أنشئت نافورة حديثاً، أضفت جواً من البهجة على المنطقة حسب محمد سعد، أحد سكان المنطقة: «المحافظة بعد ما قامت بتجديد الميدان شغلت النافورة طول اليوم وده انعكس على تلطيف درجة حرارة الجو فى الصيف». عمال المنطقة ينظفون النافورة والحديقة المحيطة بها من آن لآخر، حسب «محمد» الذى أشار إلى أن هناك أشخاصاً يقفزون فى مياه النافورة فى غفلة من العمال والأمن.