للدير حارس يحميه.. قصة قبيلة «الجبالية» في سانت كاترين (صور)
قبيلة الجبالية بسانت كاترين
يقدم دير سانت كاترين نماذج حية للتعايش بين الأديان السماوية منذ القدم حتى الآن، وذلك عبر أمثلة حية كثيرة، منها العلاقة الممتدة عبر 1400 عام بين قبيلة الجبالية ورهبان دير سانت كاترين.
«للدير حارس يحميه».. هكذا قال رمضان محمود الجبالي، وهو أحد أبناء قبيلة الجبالية المسلمة، والتي ربطتها علاقة قوية بدير سانت كاترين، حتى أنها أصبحت القبيلة الوحيدة المسموح لها بالعمل داخل الدير.. مضيفا «نحن مسؤولون عن دير سانت كاترين وعن تنظيم دخول الزوار له، فقبيلة الجبالية لها عُرف خاص مع الدير دون غيرها»
قصة قبيلة الجبالية في مدينة سانت كاترين
ويروي «رمضان» قصة قبيلة الجبالية مع دير سانت كاترين، قائلا إنها من القبائل القديمة التي جاءت أيام الامبراطور جيستنيان إلى مدينة سانت كاترين في القرن السادس الميلادي، بغرض حماية الدير، وليعملوا به، ومنهم من ينتمي إلى أصول رومانية، وآخرين لشبه الجزيرة العربية.
وبحسب «رمضان، استقر هؤلاء الأفراد وكونوا قبيلة وأطلق عليهم الجبالية نسبة لوجودهم وسط الجبال، وتمثلت وظيفتهم الأساسية في خدمة وحماية الدير، مشيرا إلى أن إلى أغلب أبناء القبيلة يعملون في مجال السياحة داخل وحول دير سانت كاترين.
علاقة رهبان دير سانت كاترين ببدو الجبالية
من جانبه، قال الأنبا ديمتري ديمانيوس مطران دير سانت كاترين «علاقتنا مع البدو ليست غريبة، هم مسلمون ونحن مسيحيون، وكل منا له صلواته وحياته، ولكننا نعيش في حب وتفاهم، وهذا ما يميز العلاقة بيننا».
ويذكر الدكتور عبد الرحيم ريحان الخبير الأثري، أنه منذ فجر المسيحية اتخذ الرهبان طريقهم إلى سيناء، وتحديدا في عصر اضطهاد الرومان لهم، ومنذ ذلك الوقت بدأ الحراس القدامى الذين ينتمون لـ قبيلة الجبالية في حماية هذا الدير.
ومن هذا المكان وصل أول الرهبان وطلبوا من الامبراطورة جيستين امبراطورة جنوب روما آنذاك تشييد مبنى كبير يحتمون به من الاعتداء عليهم، وهذا المبنى هو سور الدير الحالي، وفي عام 1972 تم توقيع إتفاقية بين الطرفين نظمت العلاقه بين الرهبان وممثلي مشايخ العرب من قبيلة الجبالية، وأكدت تلك المعاهدات على شروط تضمن للطرفين الحق في العيش بسلام.