بعد عودة ضرائب فلسطين.. خبير: أمريكا وإسرائيل تقطعان الطريق على روسيا
"يبقى الوضع على ما هو عليه".. هذا هوا حال السياسة الإسرائيلية المتبعة من الكيان منذ أن زُرعت جذوره في الأراضي العربية، حيث حرصت إسرائيل على عدم الوصول إلى السلام مع الفلسطينيين، لإدراكها أن ذلك ليس في مصلحة مستقبلها، فتارة تدرك الموقف وتتظاهر ببعض اللين، وتارة أخرى تتعامل بـ"السلاح".
السعي الفلسطيني بالانضمام إلى معاهدة "روما" التي تُمهِّد الطريق للجنائية الدولية، وتصرفها في الحصول على حق من حقوق أي دولة، أدى إلى معاقبتها من الاحتلال الإسرائيلي الذي ردَّ بقوة بمنع تحويل نقود الضرائب للسلطة الفلسطينية، ما يُعد "سرقة واضحة".
استمر منع تحويل أموال الضرائب لـ"أربعة أشهر"، حتى أعلن رئيس الوزراء الفلسطيني، رامي الحمد الله، التوصل إلى اتفاق مع سلطات إسرائيل تفرج بموجبه الأخيرة عن أموال الضرائب العائدة الى الفلسطينيين والتي تجمعها إسرائيل، وفقًا لما ذكرته وكالة "فرانس برس" الفرنسية.
وأعلن الحمد الله، في بيان لمكتبه، أن إسرائيل تعهَّدت بدفع أموال الضرائب عن أربعة أشهر من ديسمبر إلى مارس أي نحو نصف مليون دولار، حيث جاء ذلك الإعلان إثر اجتماع مسؤولين فلسطينيين وإسرائيليين.
وأوضح الحمد الله، أنه حال الإفراج عن هذه الأموال فإن الحكومة ستدفع رواتب شهر أبريل "دون خصم يذكر"، مشيرًا إلى أنه سيتم أيضًا دفع ما اقتطع من رواتب 180 ألف موظف لدى السلطة لم يحصلوا منذ ديسمبر إلا على 60% من رواتبهم، وفقًا للوكالة، وتشكِّل هذه الأموال حاليًا نحو 110 ملايين دولار شهريًا أي ثلثي عائدات موازنة السلطة الفلسطينية.
الدكتور خالد سعيد، الخبير في الشأن الإسرائيلي يقول إن الرئيس الفلسطيني، محمود عباس أبو مازن، رفض استرجاع ثلثي المبلغ، الأسبوع الماضي، لافتًا إلى أن ذلك يدل على وجود إصرار وعناد فلسطيني واضح.
وأضاف سعيد، في تصريحات خاصة لـ"الوطن"، أن الرئيس الفلسطيني واضح منذ فترة أنه أيقن أن محادثات السلام لم تأتِ بفائدة مع الإسرائيليين، وأن القوة هي الحل الوحيد أمام الكيان الصهيوني.
أما عن تصرف إسرائيل في هذا التوقيت في الإفراج عن الضرائب، فقال الخبير إن من الممكن أن يكون ضغطًا أمريكيًا ليقول للمجتمع الدولي إنه موجود في القضية الفلسطينية، مشيرًا إلى أن من الممكن أن يكون القصد منه قطع الطريق أمام روسيا في القضية الفلسطينية، لأن الرئيس الفلسطيني، زار روسيا مؤخرًا، وهناك بعض الأنباء بشأن مبادرة روسية جديدة فأسرعت أمريكا وإسرائيل إلى هذه الخطوة.