"أبوعلى": "ما كانش يرضى حد غيرى يديله الحقنة"
ارتبط «الأبنودى» منذ انتقاله إلى قرية الضبعية بالإسماعيلية، بعلاقة قوية مع كل من عاشوا حوله، فكان الجميع يحبه وهو يحب الناس، لكن «الحاج أحمد أبوعلى» كانت تربطه علاقة من نوع آخر بينه وبين الشاعر الراحل، فكان هو الوحيد الذى يعطيه «الحقنة» فى أى وقت يمرض فيه. يقول الرجل الستينى أحمد أبوعلى، أحد جيران «الأبنودى»: «منذ قدوم الأبنودى إلى القرية، وهو يعيش بين الناس فى علاقة ترابط بينه وبينهم، الكثير منهم يتجمع عنده فى المنزل، يتحدثون معه، وهو كان يفضل الجلوس معهم، فكان يحب الناس والناس تحبه كثيراً، وكانوا يجتمعون فى البيت أثناء تسجيل السيرة الهلالية، أو حلقاته مع التليفزيون».
يروى «أبوعلى»، أنه تعلم إعطاء «الحقن» منذ فترة خدمته فى الجيش، وظل يمارس هذا مع جيرانه حال مرضهم، ما كان يفعله مع «الأبنودى»، فكان هو الشخص الوحيد الذى يأمن له «الراحل» أن يعيطه الحقنة، فيبعث له بمساعده «محمود» إلى البيت ويذهب إليه وقت ما أراد، قائلاً: «هو من أول مرة إديته الحقنة ارتاح لى، وماكانش حد غيرى يديله الحقنة أبداً».
يقول «أبوعلى»، إنه ظل سنوات طويلة بصحبة «الأبنودى»، وإن المرة الأخيرة التى أعطاه فيها «الحقنة» كانت قبل وفاته بنحو 20 يوماً، وعندما زرته قبل أن ينتقل إلى المستشفى، وجده فى سريره وموضوع على أنفه جهاز التنفس.
يوضح الحاج أحمد، أنه منذ أن قدم إلى المكان، لم يكن يعرفه الناس، إلا أنه الشاعر الكبير، الذين يسمعون عنه فى مصر، وأنه يكتب لكبار المطربين مثل عبدالحليم حافظ، وكتب أغانى وطنية كثيرة، أثناء فترة وجوده فى السويس وقت الحرب. يقول الحاج أحمد، إن «الأبنودى» كان يساعد الناس، ولا يتوقف ذات يوم عن زيارة مريض، أو تهنئة الناس بأفراحهم، وكان دائماً فى الأعياد والمناسبات، يحن على الفقراء، ويذبح الذبائح ويوزعها على الناس، فكانت الناس تحبه، لأنهم كانوا يشعرون بأنه مثلهم، وليس الشاعر الكبير الذى يعرفه كل الناس، حتى إن محصول المانجو فى البساتين المزروعة فى أرضه، لم يكن يتاجر فيها، فكان يجمعها ويوزعها على أصدقائه والمقربين إليه.
يقول «أبوعلى»، إنه عمل على إقامة طريق للقرية، وهو من سعى مع المحافظة والحى، من أجل رصف الطريق، والعمل على ردم الترعة التى تسببت فى وقوع الأطفال الصغار فيها مرات عديدة، فتحرك حتى تنتهى المحافظة من عمل الطريق الجديد.
يتحدث الحاج أحمد عن أن «الأبنودى» كان رجلاً وطنياً، فكان يتحدث بصدق، حتى إنه وصل إلى الناس بصدق، كان يرى أن مصر ستتغلب على ما يحدث فيها، حتى إنه فى جلساته معهم، كان ينتقد فى الماضى ما كان من فساد من النظام، ما حدث بعد ذلك من إرهاب وقتل، وأنه كان يحب الرئيس عبدالفتاح السيسى، ويرى أن ربنا أكرم مصر برئيسه مثله، وأن الجيش والشباب هم عماد هذه البلد والحفاظ عليها من كل عدو يقترب منها.