دخول "السجن" مش زى خروجه: إحنا فى نظر المجتمع "سوابق"
بعد سنوات عديدة قضينها خلف القضبان، خرجن إلى الحياة ليواجهن صعوبات كثيرة، فالسجينة منبوذة فى نظر مجتمعها، وسوابق فى نظر الحكومة، وعار على أهلها. فى حارة ضيقة متفرعة من «شارع كلوت بك»، تعيش «هدى أحمد فراج» السيدة الخمسينية، التى قضت نحو 10 سنوات فى السجن بتهمة حيازة مخدرات، خرجت منه فى عام 2002 لتجد أولادها يعيشون فى الشارع: «أنا جوزى مات سنة 1986 وساب لى العيال لحمة حمرا، وبقيت أجرى عليهم علشان أعيّشهم كويس، واتحبست وسبتهم وهما صغيرين لكلاب السكك، وبعد ما طلعت من السجن الناس مش سايبانى فى حالى، وبيبصوا لى على أنى متهمة».
كشك من الرعاية الاجتماعية، هو ما تحلم به «هدى»، وحين طالبت به كان رد المسئولين: «إنتى لسه طالعة من السجن ما تخربيش على نفسك بدل ماتروحى فى داهية»، وهو ما حول حياتها إلى مأساة، وحرمها حتى من لقمة العيش: «الصبح بنشرب شوية شاى مع قرصتين، وفى العشا حتة جبنة حادقة عليها شوية زيت، وأوقات كتير ما بنتغداش، علشان ندبر إيجار الشقة».
على مقربة من منزل «هدى»، تجلس «صفاء حسن أحمد» السيدة الأربعينية، مبتورة القدم على خرقة بالية، داخل كشك مسقوف بالصفيح، دخلت «صفاء» السجن فى قضية مخدرات، وخرجت فى 2011 بعد أن قضت 3 سنوات، ولم تجد إلا العمل فى البيوت لتوفير الطعام لها ولولدها الصغير «يوسف» الذى يبلغ من العمر 12 عاماً.[SecondImage]
تتذكر «صفاء» حين أصيبت فى نوفمبر الماضى باحتقان فى أوعية قدمها اليسرى، اضطر أطباء مستشفى «الدمرداش» إلى بترها، بشكل يصعب معه تركيب طرف صناعى: «من يوميها بجيب علاج بـ30 جنيه علشان أغيّر على الجرح، وولاد الحلال بيساعدونى، وفيه ناس بيدونى شهرية أصرف منها».
«صفاء» مطلقة، ولكن طليقها لا يهتم بابنهما الصغير «يوسف»، هى من تتولى الإنفاق عليه، حيث تتردد على «الشئون الاجتماعية» بين فترة وأخرى لتأخذ كرتونة معلبات تصرف من ريعها: «كل اللى أنا عاوزاه شغلانة آكل منها عيش، وأوضة أرضى فيها حمام أعيش فيها أنا وابنى».
عند عطفة «السكرية» من شارع «كلوت بك»، تعيش «سحر محمد» فى حجرة صغيرة، لا يزيد عرضها على متر وطولها متران، بعد أن قضت فى السجن ما يقرب من 6 سنوات، وتمت تبرئتها فى جميع القضايا التى اتُهمت فيها، والآن تعانى الأمرّين لتوفير لقمة العيش: «بنظم العربيات فى الشارع وبمسحها وبسترزق منها، المفروض كان ليَّا كشك فى الرعاية الاجتماعية، بس لغاية دلوقتى الورق واقف ومش عاوزين يمشوه».