"طابور في كل أزمة".. من الخبز والأنابيب إلى التسمم
خرج محمود فاروق، من طابور الخبز بأعجوبة ليصطدم بطابور البنزين، وعاد منهكًا إلى المنزل بعد مشقة عانى فيها من "الطوابير"، لتخبره زوجته بأن ابنته أصيبت بـ"التسمم": "عمالة تتلوى من الوجع الحقنا".
قبل الوصول بابنته إلى مستشفى الإبراهيمية العام في الشرقية، لمح الرجل الأربعيني، زحامًا في طابور يمتد بطول الفناء المحيط بالمستشفى.. آباء وأمهات يحملون يعانقون أطفالهم الذي ألم بهم المرض، ويستنجدون بالأطباء لإنقاذهم من شبح موت نتج عن شرب مياه مسممة.
حسن بيومي، لم يدع وسيلة إلا وطرق بابها، توسلات مصحوبة ببكاء واستنجاد بأطباء استقبال مستشفى الإبراهيمية، "ابني بيموت اتوسل إليكم الحقوه بسرعة"، الأب يحمل صغيره ذو الـ7 أعوام، وأقدامه لا تقوى على حمله، "مفيش مكان للاستراحة، والأسرة داخل المستشفى عددها قليل".
قيء واسهال وإغماء.. أعراض بدت تظهر سريعًا على طفله "محمد" فور تناول مياه الشرب، الشيء الذي دفعه للبحث عن أقرب مكان لإسعافه، بحسبه "افتكرت أن ابني بس اللي حصل له كده لما جيت المستشفى اكتشفت أنها حالة عامة".. الطابور أول شيء وقعت عليه عينا الرجل الأربعيني، "المفروض المستشفى توفر سيارات إسعاف لنقل الحالات الفائضة عن قدرتها الاستيعابية إلى أقرب الخدمات الطبية".
الدكتور حسام عبد الغفار، المتحدث باسم وزارة الصحة، أكد أن الوزارة دفعت بسيارات إسعاف لتجاوز أزمة نقص عدد الأسرة داخل مستشفى الإبراهيمية العام، مع التواصل مع المسؤولين بها عن احتياجاتهم لدعم المستشفى وإنقاذ الحالات فور وصولها.