القرضاوي بعد إحالة أوراقه للمفتي: أدعو الله أن يرزقني الشهادة
شن الداعية والقيادي الإخواني يوسف القرضاوي، هجومًا عنيفًا على قرار محكمة جنايات القاهرة، بإحالة أوراقه مع 124 متهمًا في قضية التخابر والهروب الكبير لمفتي الديار المصرية لإبداء الرأي الشرعي فيها.
وقال القرضاوي، في بيان له اليوم، "اتصل بي عدد من وسائل الإعلام أمس واليوم، على إثر صدور الحكم (الهزلي)، مما يسمى بـ(محكمة) جنايات القاهرة، التي صارت تحاكم العلماء والقادة والسياسيين، بدلًا من محاكمة القتلة والمجرمين"، على حد زعمه.
وتابع القرضاوي: "لم أكن مهتمًّا بهذه التهمة الملفقة، بل حتى المتهمين المحبوسين ظلمًا وعدوانًا في الأقفاص لا يأخذونها مأخذ الجد، ولولا إجبارهم على الحضور"، على حسب زعمه.
وأضاف القرضاوي، المقيم مع عدد من قيادات الإخوان الهاربة في قطر، قائلًا: "القضاء لم يجد لمبارك جريمة يحاكمه عليها غير تهمة في قضية قصور الرئاسة، مبارك الذي حكم البلاد ثلاثين سنة كاملة، أفسد فيها ما أفسد، ونهب فيها ما نهب، وزوَّر فيها ما زور، وأنهى فترة حكمه بقتل الشباب الثائر في ميادين مصر، لم يدنه هذا القضاء، ولم يدن ابنيه ولا رئيس وزرائه ولا كبار رجال حزبه ولا وزير داخليته ولا كبار ضباطه، بل لم يدن فرد أمن واحدًا على قتل متظاهر من المتظاهرين، بينما يحكم بالإعدام على أول رئيس مصري منتخب في انتخابات حرة نزيهة".
وأدعى القرضاوي، أن السلطة في مصر تحاكم الثورة في شخص مرسي وإخوانه، و"لو استطاعوا أن يعدموا كل من اشترك في ثورة يناير أو أيَّدها لفعلوا، هذه الثورة التي هزت عروشهم".
وواصل القيادي الإخواني: "يحكمون بالإعدام على بعض الشهداء الفلسطينيين، الذين استشهدوا على يد الكيان الصهيوني، وعلى بعض الأسرى الفلسطينيين الذين لهم قرابة عشرين سنة في سجون الاحتلال".
وسخر القرضاوي من الحكم ضده بقوله: "مما يثير السخرية أن أكون من بين المتهمين، ومن بين المحكوم عليهم بالإعدام، وأن تكون التهمة هي اقتحام سجن وادي النطرون، وأنا لم أزر وادي النطرون في حياتي كلها، ولم أكن أعرف أن فيها سجنًا، وأنهم سجنوا فيه عددًا من قيادات الإخوان، فكيف تسنَّى لي الاشتراك في اقتحام السجن، وأنا أقيم في قطر على بعد آلاف الأميال؟.. وأخطب الجمعة منذ سنين قاعدًا على المنبر، ويتابع الناس خطبي في العالم، وقد جاوزت الثمانين من عمري بعدة سنوات، وكيف وأنا لا أستطيع السير الطويل إلا على كرسي متحرك، وأتساءل كما يتساءل غيري: لماذا يحققون في اقتحام هذا السجن وحده، ولا يحققون في اقتحام بقية السجون؟!".
وتابع: "سأظل ما بقي من عمري أقول الحق، لا أخشى في الله لومة لائم، وسأظل منحازًا للشعوب المستضعفة، حتى تسترد حريتها وحقوقها، وتملك أمرها، لقد عشتُ على ذلك، وأسأل الله أن أموت عليه".
وتناول في حديثه الرئيس عبد الفتاح السيسي، قائلًا: "أقول للسيسي ومعاونيه وقضاته وأذرعه الإعلامية ومفتيه، هذا الحكم الذي أصدرتموه، لم تصدروه علينا، وإنما حكمتم به على أنفسكم، وإن غدًا لناظره قريب"، خاتمًا: "لقد عشت عمري خادمًا للإسلام، خطيبًا ومحاضرًا ومفتيًا وكاتبًا وشاعرًا وداعية، ولا يستطيع إنسان كائنًا من كان، رئيسًا أو حاكمًا أو مسؤولًا، أن يزيد في عمري أو ينقص منه لحظة، وإني أدعو الله دومًا أن يرزقني الشهادة في سبيله".