بعد شنق شاب على عمود.. طبيب نفسي: العنف بين الشعب سببه "الحر"
العنف ليس ظاهرة فردية أو خاصة بمجتمع دون آخر فهو ظاهرة عالمية، كما أنه ليس وليد اليوم أو الأمس لكنه تطوُّر لتراكمات انفجرت في الآونة الأخيرة في مصر بشكل غير مسبوق، وتنوعت أشكال العنف فشملت المدارس والشوارع والبيوت، حتى أن الملاحظة التي كتبها المستشرق الإنجليزى إدوارد لين، منذ نحو قرنين في كتابه الشهير عن عادات وتقاليد المصريين، "مهما احتد الشجار بين مصريين، يكفي لإنهاء الشجار بينهما أن يتدخل مصري ثالث ويطلب من كل منهما أن يصلي على النبي، فيلتزم المتشاجران الأدب احتراما للشخصية التي طلبت منهما أن يقوما بالصلاة والسلام الواجبين لها"، أصبحت خارج نطاق التنفيذ.
أرجع الدكتور محمد المهدي رئيس قسم الطب النفسي بجامعة الأزهر، أسباب انتشار العنف لدى المصريين إلى ارتفاع درجات الحرارة الذي يزيد من نسبة الأدرينالين في الجسم؛ وبالتالي يثير حدة الغضب لدى الإنسان لدرجة أنه لا يحتمل نفسه، حد قوله.
وأكد المهدي، أن مواجهة تلك الظاهرة تستدعي إحداث تغييرات جوهرية وجذرية بالتشريعات والقوانين، لتجريم سلوك العنف، بحيث لا يتبقى لدينا سوى حالات فردية مرضية من العنف يتولى علاجها الأخصائيون النفسيون.
فيما قالت الدكتورة سامية قدري أستاذ علم الاجتماع بكلية البنات جامعة عين شمس، "العنف ظاهرة لها أسبابها كتردي الحالة الاقتصادية واختلاف التوجهات السياسية وإيثار الأبناء وتفضيل أحدهم على الآخر داخل الحياة الأسرية وغيرها".
وأشارت قدري، إلى أن الأسباب الرئيسية للعنف تتخفى وراء انتشار المخدرات بصورة بشعة في المجتمع المصري، مضيفة "بعض هذه المخدرات لها تأثير جانبي فتثير الغضب والعنف لدى متعاطيها، وتفقدهم السيطرة على أنفسهم".
وربطت أستاذ علم الاجتماع، الواقعة البشعة التي حدثت أمس من شنق أحد أهالي مدينة البريجات بالبحيرة شابا أخذا بالثأر، بالعنف الذي يحدث في الشارع المصري الآن، وقالت "المصريين كان لديهم بذرة خصبة للعنف، ومع ظروف الانفلات التي عايشناها، كان ولا بد من انفجار هذه القنبلة، خاصة في ظل غياب القانون والأمن في الدولة"، مشيرة إلى أن العنف كان موجودا من قبل لكن كان هناك ردع وقوة ضبط، لكن كثرة الضغط تؤدي إلى الانفجار، حد تعبيرها.