حداد في المطرية منذ 72 يوما.. وموائد إفطار أسر 101 صيادا بدون عائلها
خلت موائد إفطار أكثر من 100 أسرة في الدقهلية من رب منزلها في الشهر الكريم، بسبب احتجازهم منذ أكثر من 70 يوما بالأراضي السودانية.
101 صياد من منطقة المطرية، احتجزتهم السلطات السودانية، أثناء عملهم في البحر الأحمر منذ 72 يومًا، ورفضت الإفراج عنهم إلا بعد إفراج مصر عن سودانيين تم القبض عليهم وهم ينقبون عن الذهب داخل الحدود المصرية.
وأكد قال طه الشريدي، رئيس النقابة المستقلة للصيادين بالمطرية، أن 300 جنيه فقط، صرفتها 64 أسرة من أهالي الصيادين "كمعونة شتاء" من الشؤون الاجتماعية بعد عمل بحث اجتماعي لهم، قائلًا: "هذا كل ما حصلوا عليه منذ أن تم القبض على الصيادين".
وأضاف أنهم لم يحصلوا عليهم إلا بعد استغاثات إلى حسام الدين إمام، محافظ الدقهلية، مشيرًا إلى أن المعونة تم صرفها لمرة واحدة فقط وباقي الأسر لم يحصلوا على أي مساعدة رغم أنهم لا يملكون أي مصدر للدخل وعوائلهم في السجن بالسودان.
وأضاف الشريدي، "أعلنت الأسر الحداد في المدينة التي يعمل معظم أهلها بالصيد منذ أن تم القبض عليهم وقالوا إن الحداد مستمر حتى يعود جميع الصيادين،.
وتابع: "جميع هذه الأسر تختلف عن أي أسرة مصرية فطبيعة أهل المطرية أن المرأة هنا لا تعمل إلا نادرا أما الرجل فيعمل في الصيد وإذا مرض أو غاب انقطع دخل الأسرة بالكامل إلا إذا كان له أولاد يعتمد عليهم في الصيد".
وأشار إلى أن لقاء تم بين عدد من أسر الصيادين والسفير بدر عبدالعاطي، بوزارة الخارجية، هذا الأسبوع وأكد أنهم متواصلون مع السلطات السودانية والدولة تبذل أقصى ما في وسعها للإفراج عنهم.
وتابع: "طلبنا منه أن تطمأن الأسر على ذويهم في السودان ولأن توفر لهم الخارجية تليفونا نحدثهم فيه، فهم محبوسون هناك بتهمة الصيد في المياه الإقليمية السودانية ولم يرتبكوا جريمة".
"ناعسة أحمد الزيني"، زوجة الصياد عبده محمد علي شتا، 49 عاما، قالت "لدينا 4 أبناء وزوجي معرفش عنه أي حاجة منذ أن تم القبض عليه رغم أنه طباخ على المركب وهو مريض بالسكر والغضروف وعنده مرض الفيل، ومش عارفه إذا كان بيتعالج أم لا"، مطالبة الرئيس السيسي بالنظر إلى أحوالهم والتدخل لحل الأزمة.
وأضافت شروق محمد السيد، 10 سنوات: "بابا رايح علشان يجيب لنا فلوس علشان نأكل ويجب لنا هدوم العيد، وأخوالي الثلاثة معاه وهم أعز حاجة عندي في حياتي نفسي أشوفهم، لو العيد جه من غيرهم مش هاعرف أفرح بالعيد، وأمي بتعيط طول الوقت ومش عارفه أسكتها".
وقالت سميرة محمود القماش، 48 عاما، والدة الصياد علي عبد النبي ضرغام، 20 عاما: "ابني هو العائل الوحيد للأسرة ويعمل بالصيد من أجل أن يوفر تكاليف علاج والده المريض بالكلى والغضروف والخشونة في رجله والسكر وكل هذا يحتاج لعلاج مستمر وليس له تأمين صحي، كما أن ابني ينفق على شقيقه "حمادة" 25 عاما، لأنه مريض نفسي، وهو يسدد ديون زواج شقيقته".
"مستعدة أبوس رجليهم علشان يسيبوا عيالي الثلاثة"، هكذا قالت فاطمة عبدالقادر السويركى،52 عاما، والدة "محمد" و"السيد" و"جمال".
وأضافت: "كان جمال يدرس ولكن بعد وفاة والده بعد صراع مع المرض، خرج من التعليم وذهب للعمل مع أشقاءه لسداد الديون المتراكمة عليهم بسبب مرض والده الذي تزوجته من 40 سنة وتوفي وهو يجري عمليه جراحية في شهر مارس الماضي وأبنائي الثلاثة سافروا وهم حزانى على والدهم".
وأضافت كريمان أحمد فؤاد، والدة عبدالرحمن العربي الحوت، 16 عاما أن السلطات السودانية تركوا نجلها بسبب صغر سنه وظل هناك والده وابني "أحمد" الطالب الأزهري، والذي لم يتمكن من أداء الامتحانات لأنه محتجز هناك ولا يوجد أي وسيلة اتصال معهم حتى الآن.
وتابعت قائلة: "أنهم يأكلون قطعة من الخبز والجبن الفاسد، وقالوا لعبد الرحمن الذي تم الإفراج عنه لو تحدثت عن أي شيء بما حدث في السودان هندبح أبوك وأخوك زي داعش".
وروى عبد الرحمن ما حدث قائلا: "المركب كانت في طريقها للبحر الأحمر، وعندما وجدوا إطلاق نيران عليهم من السلطات السودانية وقفوا في أماكنهم ثابتين، واقتادتهم قوات البحرية بالسودان، قائلين لهم "تعالوا معانا نشوف أوراقكم وشوفوا شغلكم".
وتابع: "دخل الصيادون المياه الإقليمية مع الأمن البحري السوداني، للكشف على أوراقهم ولكنهم فوجئوا بدخولهم محاكمة وتحولت لقضية بسبب دخولهم وعملهم بالمياه الإقليمية ولكنهم لم يدخلوها إلا مع أمن السودان للكشف على أوراقهم وفوجئنا بمحاكماتهم وتركوني أنا و 5 آخرين بعد أن اعتبرونا أطفالا".