"معاريف": إسرائيل تخشى ضرب غزة خوفا من رد فعل مصري "عنيف"
بعد أن نادت كافة الأوساط الإسرائيلية بعملية عسكرية موسعة على قطاع غزة، من أجل حل المشكلة بشكل "تام ونهائي"، أصبح من الواضح أن إسرائيل تخشى اتخاذ خطوة كهذه، بسبب خوفها من رد قاسي وعنيف من جانب مصر، بداية من سحب السفير المصري من تل أبيب، وحتى تجميد وإبطاء العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، أشارت إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اجتمع أمس الثلاثاء، بمنتدى وزراء الصناعة، لمناقشة الوضع في الجنوب وعلى الحدود السورية، وأضافت: "على الرغم من أن كافة الخطط العسكرية للعمل في الجنوب جاهزة، إلا أنه هناك شك كبير في احتمالية اتخاذ قرار تنفيذها فعليا".
وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أنه في إطار العلاقات والاتصالات القائمة بين البلدين في الأيام الأخيرة، أرسلت إسرائيل رسالة إلى مصر، مفادها أنه إن لم تتوقف نيران المقاومة الفلسطينية ضد إسرائيل، وفي حالة عدم نجاح الوساط المصرية في وقف إطلاق النيران، فإن إسرائيل لن يكون أمامها خيارا إلا الرد بقوة، عن طريق حملة عسكرية واسعة المدى ضد غزة.
وتابعت "معاريف": "المصريون يفهمون جيدا أن نتنياهو لن يستطيع الاستمرار بهذا الشكل لفترة أطول، خاصة على خلفية الانتخابات القريبة، ومخاوف أن يتسبب استمرار التصعيد في ضعفه سياسيا في الوسط السياسي الإسرائيلي"، مشيرة إلى أن نتنياهو خلال لقاءه بوفد السفراء المكون من 70 سفيرا، مساء أمس الأول، أوضح أنه في حال استمرار إطلاق الصواريخ على إسرائيل، فإنها سترد بقوة ولن تتراجع أبدا.
وأضافت الصحيفة: "وعلى خلفية التهديدات بعملية عسكرية موسعة ضد غزة، أوضح المصريون بشكل واضح أنه إن تدخلت إسرائيل عسكريا في قطاع غزة، فإنهم سيردون بشكل حاد وعنيف، حيث أوضح المصريون أنهم يعملون بجهود كبيرة لتحقيق هدنة لوقف إطلاق النيران، وأنهم يحتاجون إلى الوقت فقط للتعامل مع ما يجري في غزة، وفي هذه الأثناء طالبوا إسرائيل بالامتناع عن أي عمل عسكري".
وأشارت "معاريف" إلى أنه في الوقت نفسه الذي يتوالى فيه سقوط الصواريخ على الجنوب الإسرائيلي، أعد الجيش الإسرائيلي خطط عسكرية مجهزة، حتى يكون على أهبة الاستعداد في حال اتخاذ قرار الهجوم العسكري على غزة. واجتمع وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك مع قادة الجيش الإسرائيلي، في جلسة تقديرية للوضع، لبحث احتمالات تنفيذ عملية عسكرية على قطاع غزة.
وأكدت الصحيفة أن قادة الجيش الإسرائيلي أرادوا الرد بقوة وعنف على إطلاق الصواريخ على الجنوب الإسرائيلي، إلا أن "العقبات" السياسية أحبطت مساعيهم في شن هجوم عسكري على غزة.
وفي السياق ذاته، قال باراك إن بلاده ستعمل على "استعادة قوة الردع الخاصة بها أمام حماس"، مشيرا إلى أن المباحثات بشأن عملية عسكرية على غزة لم تنته بعد، ولكن إسرائيل لن تقف مكتوفة الأيدي أمام قصف مواطنيها في الجنوب الإسرائيلي بصواريخ المقاومة الإسلامية.
وكان قادة الفصائل الفلسطينية قد أعلنوا أمس الأول موافقتهم على وقف إطلاق النيران، بشرط وقف إسرائيل لهجومها على القطاع، داعين كافة الجوانب، "بما في ذلك مصر، أن يتدخلوا لإيقاف هجوم الصهاينة على القطاع، وفرض هدنة لوقف إطلاق النيران".