معهد "واشنطن": "الحوار" يعكس رغبة البلدين فى الحفاظ على المصالح
نشر معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى تقريراً تحليلياً لزيارة وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى إلى القاهرة لإعادة إطلاق الحوار الاستراتيجى بين مصر والقاهرة بعد 6 سنوات من انقطاعه بسبب الاضطرابات السياسية فى مصر ومنطقة الشرق الأوسط. وقال المعهد الأمريكى، فى التقرير الذى كتبه الباحثان الأمريكيان إيريك تراجر وإيثان ساياج: «إن استئناف الحوار الاستراتيجى بين البلدين يعكس رغبتهما فى التشديد على مصالحهما الإقليمية المشتركة بدلاً من الخلافات السياسية التى وقعت بينهما فى الفترة الماضية».
وقال المعهد الأمريكى: «الحوار هدفه الرئيسى معنوى، فالجوانب الأكثر حيوية للنقاش يتم الاتفاق عليها بالفعل عن طريق قنوات أخرى غير معلنة»، مشيراً إلى أن «الولايات المتحدة تجرى حوارات استراتيجية مع عدد كبير من الدول وتكون قيمتها فى الأغلب رمزية، لأن الجوانب الموضوعية للعلاقات الثنائية يديرها مسئولون فى العديد من الوكالات الحكومية المختلفة وعندما يخصص كبار المسئولين الأمريكيين أياماً كاملة لزيارة بلاد محددة، فإن هذا يظهر الأهمية التى تراها الولايات المتحدة فى هؤلاء الشركاء، وتابع المعهد: «بالرغم من وصف الحوار بأنه (اعتيادى)، فإنه يمثل الحوار الأول من نوعه منذ ست سنوات تقريباً»، لافتاً إلى أن صحيفة «تليجراف» البريطانية نشرت وثائق أمريكية مسربة أكدت أنه فى عام 2009 كان الحوار منصباً على كيفية التعامل مع الصراعين الفلسطينى - الإسرائيلى والسورى - الإسرائيلى، لذلك فإنها لم تكن تنظر إلى الحوار باعتباره بيئة ملائمة لمعالجة مخاوفها بشأن السياسة فى مصر، وبالتالى فقد لجأت لقنوات منفصلة غير الحكومية لمناقشة الإصلاح السياسى.
وأضاف الباحثان: «مصر وأمريكا تواجهان الآن بيئة إقليمية مختلفة تماماً عن ذى قبل، فالتطورات المحورية التى حدثت فى المنطقة كان لها أثر كبير على مصر وتسببت فى ارتباك هائل فى العلاقات الثنائية، فمن ناحية، هناك تقارباً استراتيجياً كبيراً بين البلدين، كما تتعاون واشنطن والقاهرة فى مكافحة داعش، ومعالجة صعود إيران، وتعزيز الاستقرار السياسى حيثما أمكن. ومن ناحية أخرى، فقد اختلف البلدان بشدة على كيفية الإصلاح السياسى داخل مصر، وقد ألقت تلك الخلافات بظلالها أحياناً على المصالح الإقليمية المشتركة بين البلدين».
مضيفاً: «تلك العلاقات هى أيضاً جزء من الاستراتيجية الأمريكية لتطمئن حلفاءها السنة من العرب فى ظل الاتفاقية النووية الإيرانية، وعلاوة على ذلك، ضمنت واشنطن والقاهرة أن قنوات رفيعة المستوى ستظل مفتوحة خلال أوقات الأزمات لتنسيق السياسات، وبالنظر إلى أن الخلافات بشأن السياسة الداخلية لمصر، فإنها سوف تستمر إلى ما بعد الحوار الاستراتيجى.