"الشطب من أونروا".. معاناة جديدة في تاريخ لاجئي "اليرموك"
"الشطب من أونروا".. معاناة جديدة في تاريخ لاجئي "اليرموك"
صورة أرشيفية
ما بين شبح الحصار وويلات الحرب والتهجير، يصبح ويمسي أهالي مخيم "اليرموك" لللاجئين الفلسطينيين، الواقع جنوبي العاصمة السورية دمشق، وتتفاقم معاناتهم بانعدام المواد الغذائية والاحتياجات الطبية بسبب الحصار المفروض على المخيم منذ أكثر من عامين، ما يسبب في ارتفاع حالات الوفاة جوعا ومرضا.
في غضون أيام قليلة من النكبة الفلسطينية، استقبلت سوريا نحو 90 ألف لاجئ فلسطيني موزعين علي 15 مخيما بين المدن والمحافظات السورية، وكان للجنوب النصيب الأكبر في عدد اللاجئين، وأفادت تقارير الهيئة العامة للاجئين الفلسطينيين، بأن نحو 71% منهم تجمعوا في مخيمات الجنوب بما ذلك مخيم اليرموك، الذي أصبح لاحقا أكبر تجمع للاجئي فلسطين.
بانطلاق الشرارة الأولى للمظاهرات السورية ضد نظام الرئيس بشار الأسد، مارس 2011، اتخذ الفلسطينيون موقف المحايد إلا أن الأمر تغير بعد ذلك، فبدأت مجموعات المعارضة المسلحة تسيطر على المخيمات خاصة "اليرموك"، وما لبث أن جاء صيف 2012 حتى بدأت حالة من الفراغ الأمني تخللها العديد من عمليات الخطف والقتل، وأصبح المخيم مهددا وزادت معاناة ساكنيه.
ومع نهاية 2012، نجح مسلحو المعارضة في احتلال المخيم وبدأوا في اقتحام البيوت واعتقال كل من ينتمي ويعاون اللجان الشعبية المسلحة، في مشهد أعاد للأذهان يوم النكبة، وفي الساعات الأولى من صباح 9 فبراير 2014، انسحبت المجموعات المسلحة وأعيد رفع الأعلام الفلسطينية لترفرف من جديد فوق المخيم.
لم يكتب القدر لقاطني"اليرموك"، أن يفرحوا كثيرا، فلم تمض سوى أسابيع قليلة حتى عادت مجموعات المعارضة المسلحة إلى المخيم، فعادت الأوضاع لنقطة الصفر وظهرت ملامح البؤس والخوف من جديد بين لاجئيه، لتصبح ملامح الحياة داخل المخيم "طوابير مصطفة من الأفراد في انتظار المساعدات الغذائية، نقص حاد في الخدمات الطبية والمعيشية، صغار يموتون جوعا وكبار يموتون مرضا"، في مشهد بائس بطلاه الحصار والحرب.
ورغم نداءات الإغاثة المتكررة من المحاصرين داخل مخيم اليرموك، ومن المنظمات وهيئات الإغاثة، إلا أن هذه الدعاوى المتكررة لم تترك صدى مسموع بين المسؤولين، ليتطور الوضع داخل المخيم من سيء لأسوأ.
بين النكبة وحصار العناصر المسلحة إلى تنظيم"داعش"، يقع أهالي المخيم ضحايا النزاعات والحروب، حيث اقتحم أنصار التنظيم الإرهابي مخيم "اليرموك" أبريل الماضي، وسيطر على عدة مواقع فيه في مشهد بدأ بالاشتباكات ومحاولات الهروب من الأهالي، وانتهى بالحصار الذي استمر عدة ساعات حتى انسحاب أنصار التنظيم، بعد أن شنت كتائب "بيت المقدس" هجوما معاكسا أجبرهم على التراجع بعدها بساعات.
وجاء القرار الأخير لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة "أونروا"، بشطب مخيم "اليرموك" من قائمته للمناطق المحاصرة في سوريا رغم استمرار الحصار، ليصبح نقطة سوداء جديدة في تاريخ معاناة لاجئيه.