دكتور محمد صادق: أتوقع حوادث جديدة وأرفض استقالة الوزير ومحاسبة الحكومة
قال الدكتور محمد صادق، رئيس لجنة النقل بمجلس الشورى، الذى ترأس اللجنة لتقصى الحقائق فى حادث قطار منفلوط، إن افتقاد السكك الحديدية لنظام تحكم جيد، سبب رئيسى لحوادث القطارات المتكررة، والاعتماد على العنصر البشرى دون توفير الرعاية المناسبة له، ورفض فى حوار مع «الوطن» مطالب إقالة الحكومة، أو حتى وزير النقل، بعد الحادث لأنها لم تتولَّ الأمور إلا من 3 شهور، ولا يجب محاسبتها عن سكك حديدية نخرها السوس منذ 30 سنة وأكثر، لافتاً إلى أن تطوير منظومة الهيئة إدارياً وفنياً يحتاج لـ3 سنوات، بشرط توفير التمويل.
* ما أسباب تكرار حوادث القطارات من وجهة نظرك؟
- هناك عدة أسباب أهمها عدم وجود نظام تحكم جيد فى شبكة السكة الحديد بوجه عام، خصوصاً المزلقانات التى تعتمد على طرق بدائية منذ أكثر من 50 سنة، ولا تتماشى نهائياً مع القرن 21، فالعنصر البشرى والعمالة القائمة عليها معرض للخطأ، وهى عمالة بسيطة الحال، ضعيفة التعليم والدخل، وتعمل فى ظروف صعبة للغاية تزيد من إهمالها. كما أن غياب التحكم الآلى فى شبكة السكة الحديد، يؤدى إلى زيادة هذه الحوادث على الرغم من أن تطبيق هذا النظام سهل للغاية، فى ظل التكنولوجيا الحديثة. وأسباب الحوادث لا تخلو أيضاًً من سوء سلوك المواطنين فى التعامل مع المزلقانات، والمخاطرة بحياتهم واجتيازها مع اقتراب القطار.
* وكيف نستطيع حل تلك المشاكل لمواجهة الكوارث؟
- حلها لن يكون فى فترة قصيرة، فلدينا تركة كبيرة من الإهمال، هناك مرفق منهار، تعاقبت عليه وزارات كثيرة دون أن يأخذ حقه من الرعاية والعناية على الرغم من أهميته، باعتباره من أكبر وسائل النقل للركاب والبضائع، وبمعدل أمان أعلى من الطرق، وبتكلفة أقل، لذلك أتوقع مزيداً من الحوادث، وفى كل مرة أتساءل مع نفسى: أين سيكون الحادث التالى؟
* ولكن ما الحل، وكيف ننهض بهذا المرفق الحيوى ونواجه الوضع الحالى؟
- على المدى القريب، يجب مراجعة جميع المزلقانات، على مستوى الجمهورية، من حيث الموقع والتجهيزات، من شواديف وغيرها، ومراجعة خطوط الرؤية بحيث تكون المزلقانات مكشوفة، وتفعيل شبكات الاتصال بينها، والعمل على كهربتها، ليجرى التحكم فيها آلياً، فعدد المزلقانات الآلية لا يتجاوز 5%، كما يجب تجهيز غرفة آدمية للعمال، ورفع حوافزهم، حتى نستطيع عقابهم حال إهمالهم. وكل ذلك يحتاج إلى ميزانية، وبدون توفيرها «انسى السكة الحديد»، فالبدء فى إصلاح منظومة الأمان بالسكك الحديدية يحتاج ما لا يقل عن 4 مليارات جنيه.
* ما المهام التى كلفت بها لجنة النقل فى زيارتها إلى أسيوط عقب الحادث؟
- فور وقوع الحادث عقدنا اجتماعاً عاجلاً للجنة النقل بمجلس الشورى، وقررنا الذهاب إلى أسيوط للوقوف على أسباب الحادث ومعاينة موقعه، ولقاء مسئولى السكك الحديدية، وتحديد المسئولية المباشرة وغير المباشرة، والتأكد من سير التحقيقات فى الاتجاه السليم، ووضع توصيات لمنع تكرار الحادث.
* البعض يحمّل الحكومة كاملة مسئولية الحادث، ويرى أن استقالة وزير النقل وحدها لا تكفى، ما رأيك؟
- من الخطأ معالجة الموضوع سياسياً فقط، وتحميل الحكومة المسئولية الكاملة، أو المطالبة بإقالتها، فمن الممكن أن أسأل الحكومة بعد سنة عما أنجزته لحل هذه المشاكل ومنع الحوادث، ولكن من المستحيل أن أسألها بعد 3 شهور من المسئولية عن سكك حديدية نخرها السوس منذ 30 سنة وأكثر.
* إذن فأنت ضد استقالة الوزير؟
- نعم أنا لست مع استقالته، لأن أى وزير جديد غيره، من الوارد أن تقع نفس الحوادث خلال فترة من تولى منصبه، وبالتالى إقالة وزير واختيار آخر ليس حلاً، يجب البدء فى خطة عاجلة لإصلاح منظومة الأمان فى السكة الحديد.
* وإصلاح تلك المنظومة كم يستغرق من الوقت؟
- يستغرق قرابة 3 سنوات، لكن بشرط توفير التمويل المناسب، كما أن السكك الحديدية بالكامل تحتاج إلى هيكلة إدارية، للفصل بين التخطيط والرقابة والتشغيل والصيانة.