"داعش" يتجاهل مبدأ "عدو عدوي صديقي" وينفذ تفجيرا لصالح الحوثيين
"داعش" يتجاهل مبدأ "عدو عدوي صديقي" وينفذ تفجيرا لصالح الحوثيين
أرشيفية
غارات لا تتوقف من طائرات التحالف العربي تدك أوكار المتمردين الحوثيين في عدد من المدن اليمنية التي يسيطرون عليها، يشتد القتال وتستعر الحرب، وتتقدم المقاومة اليمنية الموالية للحكومة الشرعية والرئيس عبد ربه منصور هادي، بعد تساقط حصون الحوثيين في المعارك الحصن تلو الآخر.. العدو الوحيد لقوات التحالف العربي المشترك هناك معروف للجميع، جماعة "الحوثيين"، وما زاد الأمر تعقيدا انضمام عدو آخر، حيث أعلن تنظيم "داعش" الإرهابي مسؤوليته عن الانفجارات التي وقعت في عدن.
بدأت الأمور تستقر في مدينة عدن التي يتواجد فيها نائب الرئيس اليمني وليد البحاح، وعدد من أعضاء الحكومة الشرعية، غير أن تنظيم "داعش" الإرهابي الذي أسس فرعا جديدا له في اليمن، بدأ معركته لكن هذه المرة ليس مع عدوه التقليدي "الشيعة"، كما هو الوضع في العراق وسوريا، ففي هذه المرة استهدف تنظيم داعش الإرهابي عدة مناطق داخل مدينة عدن، منها مقر إقامة نائب رئيس الوزراء، ما أسفر عن استشهاد جندي سعودي، و4 إماراتيين وإصابة عدد آخر بإصابات مختلفة.
التفجير الذي ارتكبه تنظيم "داعش" هذه المرة لم يستهدف قوات الحشد الشعبي الذي يتكون من ميليشيات شيعية في العراق، ولم يستهدف أيضًا جنودا من جيش بشار الأسد في سوريا، الذين يعتبرونه جيشًا شيعيًا طائفيًا خالصًا، فالهجوم هذه المرة كان لمصلحة الشيعة المتمثلين في جماعة الحوثي، والمدعومين من النظام الإيراني، والتي تقاتلها قوات التحالف العربي.
القاسمي: التنظيم الإرهابي أراد الانتقام من السعودية بعد القبض على عدد كبير من عناصره
"عدو عدوي صديقي"، مثل لم يعرفه تنظيم داعش الإرهابي، بحسبما يرى صبرة القاسمي، الجهادي السابق، ومنسق الجبهة الوسطية، والذي يبدو تعجبه مما وصفه "حماقة" التنظيم الإرهابي عندما قرر استهداف قوات التحالف العربي، ليقدم خدمته المجانية للحوثيين في اليمن، موضحًا أنه بعد تدقيق الملاحظة يمكن استخلاص دوافع تنظيم "داعش" الإرهابي وراء هذه العملية.
يضيف القاسمي، في تصريحاته لـ"الوطن"، أن عناصر ومؤيدي تنظيم "داعش" برروا هذا التصرف بأنه جاء ردًا على ما قامت به المملكة العربية السعودية من استهداف وإلقاء القبض على عدد كبير من عناصر التنظيم الناشطين داخل المملكة في الفترة الأخيرة، مؤكدًا أن تنظيم "داعش" وإن كان الشيعة هم أعداؤه في المقام الأول إلا أنه لا يمكن إغفال حقيقة أنه يناصب العداء للجميع، ويعتبر ما دونه كافرا، فهو لا يفرق في زعمه بكفر الجميع بين أهل السنة والشيعة.