«شادى» و«فادى».. أحلام بريئة فى صندوق زبالة
«شادى» و«فادى».. أحلام بريئة فى صندوق زبالة
«فادى وشادى» طفلان يعملان فى جمع القمامة
بعد يوم عمل شاق، قرر الشقيقان أن يلتقطا أنفاسهما، تبادلا النظرات وانطلقا على الرصيف، يتقاذفان ساعة قديمة تخيلاها لعبة جميلة، كالتى يقتنيها أطفال فى مثل أعمارهم، حيث تمنعهما ظروف العمل من الاستمتاع بطفولتهما. «شادى» و«فادى» يحملان القمامة على عربة «كارو» لبيعها، تلك المهنة التى أتقناها عن الوالد، يغوصا فى صناديق القمامة يومياً منذ الفجر، مودعان أحلامهما الوردية بأن يلتحقا بالمدرسة، أو يصبح «فادى» لاعباً لكرة القدم بالنادى الأهلى، فمثله الأعلى «محمد أبوتريكة».
«بحب ألعب كورة كل يوم، ونفسى ألعب فى النادى الأهلى بدل ما بلعب مع العيال فى الشارع»، قالها «فادى»، بينما كانت أمنية «شادى» أن يذهب إلى المدرسة مثل أصحابه، وأن ينعم بطفولته، بدلاً من إحساسه الدائم بأنه رجل كبير: «صحابى بيروحوا مدارس وأنا بشيل الزبالة». المساعدة فى نفقات البيت، وتغطية مصاريف شقيقاتهما ووالدتهما، دفعتا «شادى» و«فادى» إلى العمل مبكراً: «الدنيا ظلمتهم، والفقر حرمهم من الطفولة»، يقولها «منصور»، والد الطفلين، الذى كان يعمل «عجلاتى»، وتبدل حاله بعد تعرضه لحادث أليم. «تعبت وركّبت شرايح ومسامير فى رجلى، ومبقتش أقدر أشتغل تانى، رجلى بتنزّل دم وأنا عندى السكر»، يقولها «منصور»، وهو لا يدرك خطورة وضعه الصحى، مؤكداً أن ظروفه السيئة أجبرته على دفع أطفاله لترك المدرسة.