محمد عادل.. قتيل بـ«3 رصاصات ميرى»
حشود من أهالى «الدرب الأحمر» أمام مديرية أمن القاهرة
محمد عادل.. شاب زى «شباب البلد».. حلمه «برضك» قليل زى «شباب البلد».. وقلبه أخضر ولين زى «شباب البلد».. يتحرك فى الشوارع بحثاً عن لقمة العيش زى «شباب البلد»..يحاول أن يلمس أحلامه بيديه زى «شباب البلد».. يرسم خطوات عمره زى «شباب البلد».. محمد «لا مكر ولا حسد» زى «شباب البلد». «محمد» حتى العاشرة من مساء أمس الأول «الخميس» كان زى «شباب البلد» يبحث عن رزقه.. يطارد أحلامه.. يوزع ابتسامته وضحكاته.. يجهز «عش الزوجية».. يفكر فى شقيقاته.. يدعو لأمه التى ماتت من ثمانى سنوات.. صورتها لا تفارقه.. «محمد» عند العاشرة من مساء أمس الأول فارق «البلد» وغادر الحياة «مضطراً» ليلقى وجه رب كريم. «محمد» قتلته رصاصة «ميرى».. ليست رصاصة واحدة، ولكن ثلاث رصاصات، أطلقها رقيب شرطة بـ«دم بارد».. قتله على بُعد 70 متراً من مديرية أمن القاهرة.. الرقيب المتهم أغراه سلاحه وغرته قوته وجبروته وسب «محمد» بالأم والأب.. عندما اختلفا حول الأجرة.. الرقيب المتهم أخرج سلاحه الميرى الخاص بـ«المجرمين»، ليقتل به «البرىء» محمد.. الرقيب المتهم تحدث من واقع «عقدة» تلاحقه.. وحديثه كان بـ«الدم والرصاص». سقط «محمد» بجوار سيارته.. ربما صرخ من الألم.. من «لسعة النار» التى صاحبت الطلقات الثلاث.. صرخة لم يسمعها رقيب الشرطة، لأن «قلبه» لا يسمع.. قلبه صلب.. قلب محمد «أخضر» كـ«لون الربيع».. أخضر مثل سنوات عمره الصغيرة.. قلب «محمد» حاول كثيراً، ولكن ضعف، ودقاته صارت بطيئة.. بطيئة لتعلن الوفاة.. مات الشاب وانطلقت الصرخات وزاد الغضب وحاصر أهالى الدرب الأحمر مديرية الأمن التى «تحميهم».. و«حموها فى ثورة يناير». «محمد» الذى كان يستعد لـ«الزفاف».. ارتدى أمس ملابس عريس.. ملابس اسمها «الكفن».. ومثلما يحمل الأهالى عريسهم على الأعناق.. حملوا «محمد» على الأعناق، ولكن كان ساكناً.. صامتاً.. يراقب بـ«عيونه» مَن يسيرون خلفه.. سمع صرخات عمته وشقيقاته وجيرانه.. ثم تحركوا به «محمولاً» من مسجد السيدة نفيسة إلى منزله فى «درب شغلان».. وهناك حققوا حلمه أن يكون عريساً.. حلم بـ«الهتاف».. هتفوا بـ«حناجر» سكنها الحزن.. بـ«قلوب» تذرف دماً ودموع.. هتفوا: «العريس أهو».. ومحمد «ساكن» فى نعشه.. تحركوا به إلى مقابر الأسرة فى باب الوزير.. هناك وضعوه بين يدى رب رحيم.. رب لا يطلق الرصاص.. رب يعفو ويغفر ويرحم.. بعيداً عمن يرون أنفسهم «أنصاف آلهة».. «أنصاف آلهة» يقتلون.. يقتلون بـ«رصاص ميرى».
صرخات عمة القتيل وذهول عمه ووالده
أقارب القتيل فى حالة انهيار