الأزمات النفسية والاجتماعية تُلقِى بأصحابها تحت العجلات
بحرى
يواجه المرء أزمة مالية أو نفسية فيصل إلى حالة من اليأس تؤدى به إلى التفكير فى الانتحار، هنا يلجأ إلى التفكير والبحث عن طريقة سريعة للانتحار، ثم لا يجد أمامه أفضل من السقوط تحت عجلات مترو الأنفاق. ولأن مَن يفكِّر بتلك الطريقة يعانى بالتأكيد أزمات نفسية سيطرت عليه، فقد تواصلت «الوطن» مع أساتذة علم نفس وطب نفسى لشرح كيف يصل الشخص إلى فكرة الانتحار واختيار تلك الطريقة البشعة تحت عجلات المترو.
الدكتورة سناء سليمان، أستاذة علم النفس بكلية البنات جامعة عين شمس، توضح أن «الانتحار موقف غير سوى، ولا يوجد إنسان طبيعى يلجأ إلى الانتحار، ففئات متعددة وأعمار مختلفة، سواء رجال أو سيدات، يتعرضون لأزمات ويعانون مشكلات كثيرة ولا يلجأون إلى تلك الفكرة»، مضيفة أن «أول أسباب الانتحار هو ضعف الإيمان بالله وضعف الدين لدى المنتحر. وتؤكد أن السبب الآخر هو ضعف الطاقة النفسية لتلك الحالات، فالإنسان الطبيعى عندما يواجه أزمة أو ضائقة مالية، عليه أن يفكِّر بطريقة منطقية أو واقعية، كيف يستطيع التغلب على الأزمة سواء بالاقتراض أو البحث عن وظيفة أخرى. وتضيف أستاذة الطب النفسى: «أما إذا كان ضعيفاً أو يعيش حالة من الاكتئاب أو مريضاً ومضطرباً نفسيًّا، فسيلجأ إلى الانتحار».
وتتحدث أستاذة علم النفس عن سبب اختيار مترو الأنفاق للانتحار قائلة: «يختار الشخص الانتحار عن طريق إلقاء نفسه تحت عجلات القطار، ربما لأنها فكرة موت سريعة، ولكن فى ذلك الوقت لو عنده درجة قليلة من الوعى كان هيخاف من الموتة دى، بس تفكيره وصل إلى درجة كبيرة من اليأس، عشان كده لجأ للانتحار، والانتحار تمَّ بطريقة بشعة، والشخص المنتحر بتلك الطريقة لم يختَرها للانتحار بعد تفكير طويل، فهو مجرد شخص فاقد الأمل فى الحياة وفاقد الأمل فى نفسه والضغوط الشديدة».
من ناحيته، يوضح الدكتور هاشم بحرى، أستاذ الطب النفسى بجامعة الأزهر، أن الانتحار قرار جرىء وقوى بدرجة كبيرة، ولا يستطيع الإنسان الطبيعى أن يتخيل مدى قسوته وصعوبته وأى هدف من خلفه. ويؤكد «بحرى» أن المنتحرين الذكور يستخدمون الأشياء والأدوات الأشد قسوة، وذلك يتناسب مع تركيبتهم البشرية، مثل المسدس أو حالات الانتحار عن طريق مترو الأنفاق، بحيث يصعب إنقاذ المنتحر بكل الطرق الممكنة، وهنا وعن طريق الانتحار تحت عجلات القطارات يضمن الرجل التخلص من حياته بأسرع وأضمن الطرق، لذلك يلجأ إلى الطريق القاطع، أما إذا رغب فى الإعلان عن مشكلته للمجتمع ككل فيلجأ إلى الشنق على الأعمدة أو الاحتراق العلنى.