"الوطن" تحاور أصغر أسير لبناني لدي السجون الإسرائيلية داخل فلسطين المحتلة
نبيه عواضة
قال نبيه عواضة الأسير اللبناني المحرر من السجون الإسرائيلية، إنه تعرف على سمير القنطار في المعتقل وأسير مصري شهير اسمه محمود السواركة، اللذان احتضناه داخل المعتقل لاسيما وأنه كان أصغر أسير في السجون الإسرائيلية حيث كان يبلغ حينها 16 عاما.
وأضاف عواضة في حواره لـ"الوطن"، أن الجنود الإسرائليين يضربون الأسرى، وتتخذ إدارة السجن قرارات في الشتاء بخروج الأسرى في ساحة المعتقل أثناء الأمطار، ويغمرونهم بالمياه الباردة والساخنة بالتناوب كنوع من التعذيب، إضافة إلى أن الاحتلال يستخدم الضغط على الأسرى بالغذاء والعلاج، وتابع: "هناك أسرى كانوا يعانون من أمراض مزمنة ورفض الاحتلال الإفراج عنهم أو علاجهم".
ـ ما هي تفاصيل أسرك لدي الاحتلال الإسرائيلي؟
اعتقلت في العاشر من سبتمبر عام 1988 أثناء تنفيذ عملية عكرية الفدائية بجنوب لبنان، ضد الاحتلال الإسرائيلي داخل الأراضي اللبنانية، واقتادني جنود الاحتلال إلى فلسطين المحتلة.
ـ كيف جرى التحقيق معك من جانب الاحتلال الإسرائيلي؟
بعدما وقعت ضمن الأسرى، أخفى جنود الاحتلال عيناني وأبرحوني ضربا قبل أن تتم عملية نقلي إلى مركز تابع للاستخبارات الإسرائيلية وكان نصيبي من الطعام خمس حبات زيتون، واستمر التحقيق معي لمدة 100 يوم، كل ساعة في تلك الأيام لم تمض إلا وجنود الاحتلال يضربونني.
ـ ما الحكم الذي أصدره الاحتلال بحقك عقب التحقيق؟
نقلت إلى مركز توقيف بطبرية وكنت أصغر أسير لبناني في السجون الإسرائيلية حيث كان عمري لايزال 16 عاما، وتم وضعي في سجن الأحداث وانتظروا بلوغي سن قانوني لمحاكمتي وأصدروا حكما ضدي بـ15 عاما قضيت منهم 10 أعوام، حيث أفرج عني بموجب اتفاقية إطلاق سراح الأسرى.
ـ من هم أبرز الأسرى الذين كانوا معك في المعتقل؟
تعرفت على سمير القنطار في المعتقل وأسير مصري شهير اسمه محمود السواركة، وكان من العريش، إضافة إلى أسرى من الجولان السوري المحتل والأردن وأسير يمني وآخر سوداني وعراقيين.
ـ كنت أصغر الأسرى سنا حينها فكيف كانت معاملة رفقاء المعتقل معك؟
احتضنوني منذ الوهلة الأولى وتعلمت كثيرا في الأسر فالمعتقل مدرسة نضالية عظيمة يخرج منها قادة مثل الحال في فلسطين ولبنان، والمميز في الأسر أن جميع الفصائل تتوحد بداخله في عقيدتها ضد المحتل الصهيوني.
ـ هل جمعتك ذكريات بالأسير المصري محمود السواركة داخل معتقل عسقلان؟
السواركة كان من الفدائيين المصريين الذين أدخلوا السلاح إلى قطاع غزة الفلسطيني عقب حرب أكتوبر 1973، وخاض حرب 1967 لكنه تألم في المعتقل على مدار 20 عاما بسبب عملية أجراها الاحتلال له نتج عنها انهيار في حالته الصحية، وأصعب مشهد من الممكن أن تراه عيناك "شخص يتألم وهو ممسك ببطنه طوال الوقت".
ـ صف لنا ظروف الأسرى داخل سجون الاحتلال؟
فترة الأسر تكون صعبة للغاية ولهذا يدخل الأسرى في معارك الإضراب عن الطعام لتحسين أوضاعهم المعيشية أو للحصول على نوع من الحكم الذاتي داخل المعتقل، وفي بعض الأحيان إدارة السجن توافق ويظهر في حالات أخرى تعنت من جانبها.
ـ هل تعرضت للتعذيب أثناء فترة اعتقالك؟
نعم، فالجنود الإسرائليين يقومون بضرب الأسير وتتخذ إدارة السجن قرار في الشتاء بخروج الأسرى في ساحة المعتقل أثناء الأمطار ويغمروا الأسرى بالمياه الباردة والساخنة بالتناوب، إضافة إلى أن الاحتلال يستخدم الضغط على الأسرى بالغذاء والعلاج، وهناك أسرى كانوا يعانون من أمراض مزمنة ورفض الاحتلال الإفراج عنهم أو علاجهم.
ـ ما هي الحالة النفسية للأسير عقب خروجه من المعتقل؟
التجربة في المعتقل هي استمرار للنضال ومهمة مواجهة المجتمع لا تقل أهمية عن المعتقل، ونحن نواجه التحديات اليومية حيث نخرج من المعتقل نرى أوضاعا كثيرة قد تغيرت أثناء فترة الأسر، ونجتاز صعوبات كثيرة يضعها السجان أمامنا بهدف كسر إرادتنا، وهذا يلخص التحدي بيننا وبين السجان الذي يريد أن يحولنا إلى أرقام ولكن نحن نحولهم إلى مهزومين.
ـ كم يبلغ عدد الأسرى اللبنانيين حاليا في معتقلات الاحتلال؟
يحيى سكاف، هو الأسير الوحيد ولكنه مفقودا، وكان مشاركا في عملية دلال المغربي، واعتقله الاحتلال في 11 مارس عام 1978، والمقاومة متمسكة بتسليمه أو تسليم جثته ولكن الاحتلال لم يوضح مصيره حتى الآن ولهذا يعتبر أسيرا لدي الاحتلال.