أزمة المياه | مطروح تستغيث بالأزهر لتحريم سرقة شريانها الوحيد «ترعة الحمام»
المعاناة مع ندرة المياه فى مطروح طقس عادى، لكن تلوث محطة الترشيح فى العلمين، التى تمد مطروح ومناطق رأس الحكمة باحتياجاتها من مياه الشرب، كسر تعود الأهالى على النقص الحاد بها، مما دفع خيرالله الذعيرى نائب الدائرة للتقدم بطلب إحاطة لوزير الإسكان والمرافق، اتهم الوزارة فيه بالإهمال، وتحويل مصدر المياه الوحيد فى المحافظة إلى طريق سريع للموت، كما قدم طلب إحاطة آخر لوزارة الرى، بسبب شح المياه فى كل قرى ومدن مطروح.
ويؤكد «الذعيرى» أن مطروح معرضة للجفاف بسبب نقص المياه، وانقطاعها من وقت إلى آخر، مما يضطر شركة مياه مطروح للاستعانة بمياه خزانات الاحتياطى الاستراتيجى، مما يهدد بدوره بكارثة فى أى لحظة.
وأضاف: المشكلة تكمن فى عدم وصول المياه إلى ترعة الحمام، بمنسوب يتيح تشغيل محطة جنوب العلمين التى تغذى مطروح بـ 120 ألف متر مكعب يوميا من المياه الصالحة، وأشار إلى أن المياه تصل محملة بمواد عضوية، ناتجة عن الصرف الصناعى والزراعى، وعند تنقيتها بالكلور، تتفاعل معه وتصبح أكثر ضررا، محذرا من إصابة الأهالى مع مرور الوقت بالسرطان، وطالب بضرورة تحليل ما يصل منها باستمرار، لتقليل نسبة المواد العضوية، التى من شأنها تدمير صحة المواطنين.
ويرى اللواء شريف فارس رئيس شركة مياه الشرب والصرف الصحى بمطروح أن أسباب الأزمة تتمثل فى غياب هيبة الدولة، وتعديات الشركات الاستثمارية العاملة فى الزراعة، وبعض المزارعين الصغار، على ترعة الحمام، بشق بوابات وقنوات وتركيب مواتير رفع على الترعة، ويوضح أن نصيب مدينة مطروح من مياه الترعة حوالى 45 ألف متر مكعب يوميا فى الصيف، و35 ألفا فى الشتاء، بعد توزيع حصص القرى، مشيرا إلى أن أكبر الأخطاء التى تسببت فى أزمة المياه، إنشاء محطة التنقية فى نهاية الترعة، بشكل خاطئ رغم أنها تكلفت 750 مليون جنيه، وقال: لا بد من محاكمة الاستشارى الذى صمم المحطة، لأن تكنولوجيا ترشيح المياه التى اعتمدها، كانت تستخدم فى ستينات القرن الماضى، كما أن المزارعين يلقون الحيوانات النافقة خلف المحطة، فتجرفها التيارات المائية إلى نقطة التقاء الترعة مع المحطة، ما نتج عنه ظهور ديدان وطفيليات فى المجرى المائى، تغير معها طعم ولون المياه، ما تسبب فى وقف العمل بالمحطة لحين إزالة الملوثات.
بينما يؤكد اللواء محمد صديق سكرتير عام المحافظة أن الأزمة سببها تراجع وانخفاض منسوب مياه ترعة الحمام، ما ترتب عليه ضعف قدرة تشغيل طلمبات الرفع بالمحطة، بالإضافة إلى التعديات على طول خط الترعة، على الطريق المؤدى إلى مرسى مطروح من العلمين بطول 180 كيلومترا، وأشار إلى أن المحافظة خاطبت الأزهر الشريف لإصدار فتوى تحرم سرقة مياه الترعة، وخاطبت مديرية الأوقاف لتوعية المواطنين فى المساجد، بأهمية ترشيد استهلاك المياه وصيانتها، وإذاعة مطروح لبدء حملة توعية بالمشكلة.