طارق التهامى:«شرعية مرسى» تآكلت.. والاعتصام حتى إسقاط النظام خيار قائم
قال طارق التهامى، أمين شباب حزب الوفد، عضو شباب جبهة الإنقاذ الوطنى، إنهم يعتبرون أن «شرعية النظام الحالى تآكلت ومرحلة سقوطه باتت قريبة جداً».
وأضاف أن «الثورة قادمة من الأقاليم»، ملمحاً إلى أن خيار الاعتصام حتى إسقاط النظام مطروح، ووارد تنفيذه حال توافق القوى السياسية عليه خلال فعاليات مليونية اليوم.
* ماذا تقول عن مليونية اليوم التى ترفع شعار «الرحيل»؟
- نزولنا يؤكد استمرار الزخم الثورى، ونحن داخل جبهة الإنقاذ نعتبر أن الثورة قادمة من الأقاليم، وعلينا أن نقرأ المشهد جيداً فى مدن القناة، وما حدث فى محافظات طنطا والقليوبية، ونحن على استعداد للاعتصام أمام قصر الاتحادية وميدان التحرير وفى المحافظات المختلفة لحين إسقاط النظام، لأننا نعتبر أن شرعية النظام تآكلت ومرحلة سقوطه باتت قريبة جداً.
* كيف تابعتم كشباب جبهة الإنقاذ مشاهد سحل مواطن أمام قصر الاتحادية خلال المظاهرات السابقة؟
- النظام يتصور أن أدواته القمعية ستكون بديلاً عن متطلبات الشعب من حرية وديمقراطية ومطالب اجتماعية، ولدينا خطة جديدة لتأمين أماكن وجودنا وأماكن الاعتصام، وتأمين المتظاهرات المشاركات فى المليونية اليوم، من خلال تكثيف عمل وانتشار اللجان الشعبية.
* هل تتوقع أى استجابة من النظام لمطالب الجبهة؟
- نحن فى صراع بين جيل نجح فى إقصاء الرئيس السابق الذى كان يستند لدولة مستبدة عميقة، واستبداد جديد تصور أنه نجح عبر صندوق الانتخابات فى الوصول للسلطة، ولن يتركها. كما أن جيل الشباب يرى أن هناك من يقول له: عليك أن تعود مرة أخرى للقفص، ولا تصدق أن الثورة ستجعلك شريكاً فى السلطة، ويشعر أن الثورة سُرقت من يديه، فضلاً عن كذب الوعود التى قطعها النظام على نفسه ولم ينفذها، وهو ما يؤدى لاستمرار العنف من جانب السلطة لقمع الثوار واستمرار رد الفعل عليه من جانب الشباب، والحل هو الاستمرار فى المقاومة والثورة، وإذا تراجعنا سيجرى سحقنا.
* قلت إن العنف سيستمر.. كيف؟
- السلطة تتصور أن عنفها سيجعل الشباب أكثر خوفاً على حياتهم، لكن الحقيقة أن الشباب أكثر جرأة من ذلك، وبالتالى فهذا الصراع سيطول لأن حسنى مبارك لم يكن له أنصار، أما الحكام الجدد فلهم أنصار، الأمر الذى يؤدى لإراقة الدماء على الأرض فى الفترة المقبلة.
* بماذا تفسر توحد موقف جبهة الإنقاذ مع السلفيين فى مواجهة الإخوان؟
- أثناء انتخابات الرئاسة وعد الإخوان كل الكيانات السياسية بوعود تخص كل كيان على حدة، ولما اكتشف الجميع زيف وعودهم انقلبوا عليهم. هذه اللعبة يدفع الإخوان ثمنها حالياً، فقد جمعوا كافة الأطياف المعارضة لهم فى مواجهتهم خلال فترة قصيرة جداً، أما هم فقد تصوروا أن بإمكانهم تعليب الدولة داخل الجماعة، ولم يتحملوا ما ينبغى على أى حاكم أن يفعله، ولم يضمنوا تحقيق أهداف الثورة، لأنهم يتعاملون مع الثورة باعتبارها انتفاضة شعبية أقصت حاكماً وأتت بآخر، لذلك أصبح الناس لا يصدقونهم.
* هل ترى أن عنف السلطة قد يؤدى لثورة جديدة ضد الرئيس وجماعته؟
- هذا ليس مستبعداً، لكن ثمن ذلك سيكون أكثر بكثير من الثمن الذى دفعته الثورة لخلع مبارك، لأن الرئيس السابق لم يكن له أنصار يدافعون عنه بالروح والدم، أما «مرسى»، فله أنصار من هذا النوع، وبالتالى سيكون الدم أكثر، ولا نتمنى أن نصل لذلك، ونريد من الحاكم أن يتعقل لأن الدم سيكون فى رقبته، وكل نقطة دم سقطت منذ 30 يونيو الماضى حتى اليوم فى رقبته.
* برأيك.. إلى أى مرحلة ستصل موجة الغضب السائدة حالياً؟
- هناك احتمال ضئيل أن يتعقل الرئيس ويعود الاستقرار، لكنه مستبعد، وسيناريو الفوضى هو الأقرب، والعنف الآن سببه حالة الإحباط التى أنتجها الإخوان وسياساتهم، هذا الجيل واجه حسنى مبارك بعد سعيه لتوريث الحكم لنجله، والآن يواجه مرسى الذى يحاول توريث الحكم لجماعته، ولو استمرت الفوضى لشهرين أو 3 لن يكون هناك رئيس أو دولة بالأساس. وما يحدث لا يعنى مؤامرة، بل يعنى فشلهم فى الحكم. وكلما يسقط ضحايا جدد سيكون رد الفعل أعنف.
* وكيف ترى الحل لتجنب كل هذا؟
- التوقف عن الانفصام الذى يمارسه الرئيس وأن يكون رئيساً لكل المصريين، وعليه أن يعى أن المعارضة تردد خطاب الثورة وستنتصر فى النهاية.