"النجار": قوى عربية لا يسرها نجاح الثورة المصرية.. و"الإنقاذ" جزء من مشهد العنف
قال هشام النجار عضو اللجنة الإعلامية بحزب البناء والتنمية، إن جبهة الإنقاذ ما هي إلا جزء من مشهد العنف الذي يجرى في الساحة، وما هي إلا ذراع من أذرع التحالف العربي والإقليمي والدولي لإسقاط نظام الحكم الجديد في مصر بالقوة، مشيراً خلال لقائه في برنامج "م الآخر" على قناة "الناس" أمس السبت، إلى أن هناك قوى خائفة من المسار الديمقراطي لافتقادها الشعبية، وأيضاً قوى خائفة من دولة القانون والمؤسسات والقصاص والعدالة الناجزة والاستقلال الحقيقي للقضاء، خوفاً من أن تُفتضحَ جرائمهم ومقدار السرقات والسلب والنهب والرشوة والاختلاس والفساد الذي مارسوه على مدار السنوات الماضية.
وأضافَ أن هناك قوى عربية أيضاً لا يسرها نجاح الثورة المصرية، خوفاً من أن يحفز ذلك المواطن العربي للمطالبة بحقوقه في ثروات بلاده وبحقوقه السياسية المسلوبة، وهناك قوى إقليمية تخشى عودة مصر إلى دورها الريادي على المستوى الإقليمي فيتم تحجيم النفوذ الإيراني والتمدد الشيعي، ويعاد من جديد تشكيل خريطة موازين القوى فيما يخص الصراع الإسلامي الصهيوني، وقوى دولية تبث مخابراتها وجنودها الخفية في الصراع الدائر لأن نجاح التجربة المصرية الجديدة سيجعل -بلا شك- من مصر والعرب والمسلمين أمة قائدة، بعد أن كانوا تابعين للإرادة والمصالح الأمريكية.
وأكدَ النجار أن هذه القوى جميعها قد تحالفت سعياً لهدم وتقويض تجربة الدكتور محمد مرسي في الحكم، ليس لشخصه وليس لكونه ضعيفا كما يدعون ويروجون، إنما لكونه يمثل التجربة الأولى للإسلاميين المصريين في الحكم، التي إذا كُتب لها النجاح فسوف تقلب الموازين محلياً وإقليمياً وعربياً ودولياً.
وأجاب النجار على سؤال بشأن موقف حزب البناء والتنمية من العنف والفوضى في الشارع المصري ومحاولة الانقلاب على الشرعية بالقوة، بأننا لدينا قناعة لا تتحول ولا تتبدل على الدوام وهي الانحياز الكامل للإرادة الشعبية ولاختيار الشعب، وإذا شعرنا أن الدكتور محمد مرسي أو غيره يسعى لأن يكون ديكتاتوراً أن يسعى لإلغاء حرية الشعب في اختيار ممثليه في السلطة، فسنكون أول الرافضين له وأول الواقفين ضده وأول الثائرين عليه، مشيراً إلى أن الحزب يفرق بين من خرج للتظاهر السلمى احتجاجاً على أخطاء وقعت فيها السلطة أو مطالباً بمطالب اقتصادية أو اجتماعية أو سياسية، فهذا ندعمه ونؤازره، أما من يخرج للتخريب والهدم وتعطيل مصالح الناس والحرق والاشتباك مع الأمن ومحاولة اقتحام الأماكن السيادية بالقوة، ما نرفضه ونقف دون تنفيذ وتحقق أغراضه بكل ما نملك.
وأوضح النجار أن الجماعة الإسلامية أثبتت شجاعة ورجولة وفدائية، سواء في جهادها وتضحياتها في مواجهة الأنظمة المستبدة التي اضطهدت الشعب وأفقرته وأمرضته، أو أثناء الثورة وما بعدها حيث ثبت لكل ذي نظر أن أبناء الجماعة الإسلامية أكثر المصريين حرصاً على الوطن وعلى تقديم المصلحة العليا له.
وشبه هشام النجار ما يحدث على الأرض من عنف بانتفاضة الخبز في السبعينات التي حاول اليساريون والناصريون ومجموعات طائفية متطرفة حرق مصر بجراكن البنزين، واليوم نفس الجهات تحاول تكرار السيناريو بزجاجات المولوتوف.
وأكدَ النجار أن الإسلاميين لن ينساقوا لسيناريو العنف، فهم في وضع سياسي مميز لن يفرطوا فيه بسهولة، ويرفضون المغامرة بمستقبل الوطن.