في انتخابات مجلس الأمة.. الكويت تشهد حراكا سياسيا وأوضاعا اقتصادية ضاغطة
صورة أرشيفية
تتمتع دولة الكويت التي تشهد انتخابات مجلس الأمة في 26 نوفمبر، بحياة سياسية نشطة إلى حد ما وتختلف مع الدول الخليجية النفطية الأخرى.
وتواجه البلاد بعض المعطيات السياسية والاقتصادية والتحديات الأمنية من أسرة "آل الصباح" منذ 250 عامًا.
- حراك سياسي -
في العام 1962، كانت الكويت أولى الدول الخليجية التي تقر دستورًا نص على انتخاب برلمان يضم 50 عضوًا لولاية مدتها 4 سنوات، وفي العام 1963، حظيت الكويت بأول برلمان منتخب في دولة خليجية.
وبقي حق الاقتراع والترشح مقتصرًا على الذكور لعقود، إلى أن أقر حق المرأة بذلك في العام 2005، وشاركت الكويتيات في العام اللاحق في الانتخابات ترشحًا واقتراعًا.
ويحظر القانون تشكيل الأحزاب، لكن العديد من التيارات السياسية نشطت وفرضت نفسها بحكم الأمر الواقع، وبعد مقاطعتها للانتخابات في العامين 2012 و2013، قررت أطراف معارضة عدة منها الحركة الإسلامية الدستورية، التي ينظر إليها على أنها مرتبطة بجماعة الإخوان، المشاركة في الدورة الانتخابية المقررة، السبت.
ومنذ منتصف العام 2006 وحتى 2013، وخصوصًا في أعقاب اندلاع الاحتجاجات في دول عربية عدة في 2011، شهدت الكويت سلسلة اضطرابات سياسية شملت استقالة حكومات عدة وحل مجلس الأمة 6 مرات.
واتخذ الأمير صباح الأحمد الصباح، الذي يحكم البلاد منذ 2006، قرارًا الشهر الماضي بحل مجلس الأمة إثر تباينات بين البرلمان والحكومة على خلفية قرار الأخيرة رفع أسعار مشتقات نفطية. ويشغل الوزراء مقاعد في مجلس الأمة.
ويقوم النظام السياسي على الملاءمة بين نظام برلماني وحكم أميري ذي صلاحيات واسعة، ويشغل أفراد أسرة الصباح المواقع الرئيسية في الحكومة.
- أوضاع اقتصادية ضاغطة -
وعلى الرغن من أن الكويت دولة صغيرة المساحة وتبلغ 17.818 كلم مربع، لكنها تتمتع بواحد من أعلى مستويات الدخل الفردي في العالم 28.500 دولار، بحسب صندوق النقد الدولي 2015، وحتى اكتشاف النفط في الثلاثينيات، كان اقتصاد الكويت يعتمد على صيد اللؤلؤ والتجارة.
ونالت الكويت استقلالها عن بريطانيا في العام 1961، وفي الثاني من أغسطس 1990، اجتاح الجيش العراقي الكويت واحتلها إلى حين إخراجه منها عبر تحالف عسكري دولي تقوده الولايات المتحدة في 26 فبراير 1991.
وفي يوليو من العام نفسه، استأنفت الكويت العضو في منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" تصدير النفط الخام بعدما تمكنت من إخماد حرائق أضرمتها القوات العراقية في 700 بئر، ومن إصلاح المنشآت وحفر آبار جديدة.
ولا يزال النفط يعد المورد الرئيسي لخزينة الدولة، ويبلغ إنتاجه زهاء 3 ملايين برميل يوميًا، كما يقدر احتياطها بنحو 7% من مجمل الاحتياط العالمي.
- تحديات أمنية -
ونعمت الكويت منذ العام 2006 بوضع أمني مستقر، إلا أنها تعرضت في 26 يونيو 2015 لأكثر الحوادث دموية في تاريخها، إذ قتل 26 شخصًا على الأقل عندما فجر انتحاري سعودي نفسه في مسجد يؤمه الشيعة في العاصمة. وكان التفجير أول هجوم يتبناه تنظيم "داعش" في الكويت.