جاردن سيتى.. سفارات وحواجز
فى الجو رائحة نفاذة تكاد تسرى مع نسمات الهواء، وفى الشوارع روح غريبة تكاد تتجسد لتصافح المارة والعابرين، وفى المبانى تفاصيل تروى تاريخاً عريقاً للحى الأوروبى الشهير بـ«جاردن سيتى»، ذلك الذى أنشئ قبل أكثر من مائة عام ليكون سكناً لأبناء الطبقة الراقية من المصريين والأجانب، ثم غدا بمرور الزمن شيئاً آخر تماماً، بقايا حى هجره سكانه بعد أن احتلته السفارات الأجنبية بالقاهرة، وازدادت حدة المظاهرات داخله ومن حوله، لتعرف شوارع الحى الهادئ صخباً لم تجربه طوال تاريخها، وحواجز أسمنتية تعوق طريق الداخلين والخارجين منه وإليه، فى محاولة من النظام للحد من التظاهرات التى غدت طقساً متكرراً فى الشهور الأخيرة، ليتحول الحى الراقى من سكن للباشوات والهوانم إلى مقر للسفارات والحواجز.