"حمزة علاء الدين".. "سفير الفن النوبي في الغرب
الفن النوبي اختص نفسه عن باقي موسيقى وفن الثقافة المصرية، وجعل لنفسه شخصية مستقلة، يتحدث عن وجع الشعب النوبي بعد تهجيره، يتغنى بالحنين الدائم للأرض.. لم ينتشر هذا الفن إلا من عدد قليل من الفنانين الذين تعاهدوا بتوثيق تراث هذا الفن عبر الأجيال المختلفة، وكان أشهر من غني الكلمات النوبية محمد منير، ومن قبله الراحل أحمد منيب، وأما عن حمزة علاء الدين الذي عرف بين الشعبين الأمريكي والياباني بـ "سفير الفن النوبي"، فلم يعرف في مصر إلا بعد وفاته، وترديد الشباب لأغنياته.
ساهم الفنان حمزة علاء الدين، أو "حمزة الدين"، في نشر الأغاني النوبية الأصلية والتي كان يؤديها بصوته ولاقت نجاحا كبيرا في أوروبا وأمريكا، فهو مطرب نوبي عالمي وعازف عود وآلة الدوف النوبية.
ولد الفنان النوبي بقرية " توشكى" على الحدود المصرية السودانية، بالقرب من وادى حلفا في السودان عام 1929م، والتي غرقت بعد بناء السد العالي، ما أدى إلى هجرته مع عائلته عام 1960 م إلى القاهرة، وقد برع في العزف على العود حتى أصبحت له شهرة عالمية.
درس "حمزة الدين" الهندسة بجامعة القاهرة قسم الكهرباء، ثم عمل بسكك حديد مصر ولكنه بعد فترة اتجه لدراسة الموشحات في معهد إبراهيم شفيق للموسيقى ثم التحق بمعهد الملك فؤاد للموسيقى الشرقية (معهد الموسيقى العربية الآن) لدراسة آلة العود والموسيقى العربية، ثم سافر إلي روما و درس في "سانت سيسيليا"، وطور أشكالاً موسيقية جديدة بإدخال الموسيقى النوبية في التركيب الفني الجمالي للموسيقى العربية الكلاسيكية والنتيجة شكل جديد تماما من التعبير.
جذبت ألحانه والموسيقي الخاصة به العديد من المطربين الغربين، ومن ضمنهم بوب ديلان وفرقة (Grateful Dead) والمطربة جوان بيز، وقد استقر حمزة في الولايات المتحدة الأمريكية بعد توقيعه عقد مع شركة "Vanguard Records"، وفي عام 1964 سجل حمزة أول ألبوم له وهو موسيقى النوبة (Music of Nubia)، وقدم أول حفلة موسيقية له على مسرح بالولايات المتحدة الأمريكية في مهرجان نيوبورت للموسيقى التراثية.
في عام 1968، سجل حمزة الدين ألبومه "إسكاليه" أي الساقية بالنوبية، والذي كان سبب شهرته الواسعة بين الدول الغربية، ووضع الموسيقى التصويرية لفيلم "الحصان الأسود " للمخرج فرانسيس فورد كوبولا، وتنقل بين جامعات الولايات المتحدة للتدريس كأستاذ للموسيقى العرقية في الفترة من 1980 إلى 1990، في جامعة أوهايو وجامعة واشنطن وجامعة تكساس، أقام فترة في اليابان بعد حصوله على منحة دراسية لدراسة الشبه بين آلة العود الشرقية وآلة بيوا اليابانية، وهى آلة تشبه العود، وعمل مدرسا للموسيقى النوبية في جامعة طوكيو.
عاد حمزة الدين إلى الولايات المتحدة، واستقر في سان فرانسيسكو، وتفرغ للعزف والتأليف، وأصدر «موشحات» (1995)، و«أمنية» (1999)، شارك حمزة الدين في العديد من المهرجانات الدولية، وكانت زيارته الأخيرة لمصر في العام 2000 بندوة أقيمت بدار الأوبرا المصري.
توفي حمزة الدين في 22 مايو 2006، بعد حدوث مضاعفات له بعد إجراءه عملية جراحية في المرارة بأحد المستشفيات بكاليفورنيا.