محامون: الأمريكي الذي سرب أسرار وكالة الأمن القومي لم يعتقل في هونج كونج
قال محامون في هونج كونج اليوم، إن الأمريكي إدوارد سنودين الذي سرب تفاصيل برنامج تجسس أمريكي سري للغاية والذي يعتقد أنه موجود في هونج كونج هو من الناحية القانونية حر في أن يترك المدينة الصينية في أي وقت.
ولم توجه الحكومة الأمريكية الاتهام لسنودين كما لم تقدم طلبا بترحيله وتسليمه للسلطات الأمريكية. وقال خبراء إنه إذا طلبت واشنطن ترحيله فإن المحكمة هي التي ستبت في أمر الطلب كما يمكن لسنودين أن يطعن في ذلك ويطلب من المحكمة رفض تسليمه.
وصرح أحد المحامين بأن أفضل خيار أمامه هو أن يرحل سريعا أن لم يكن قد فعل ذلك بالفعل.
وقال كيفين إيجان وهو محام تعامل مع قضايا ترحيل في مدينة هونج كونج "إذا كنت مكانه (سنودين) سأخرج من هنا بأسرع وقت ممكن وأتوجه إلى حيث أجد نظاما قضائيا متعاطفا طبعا قبل أن تتقدم الولايات المتحدة بطلب الترحيل.
"موقف القضاء هنا هو فيما يبدو هو باختصار.. إذا أرادك العم سام (أمريكا) فسيحصل عليك العم سام".
والجانب غير المعروف في هذه القضية هو الصين. فعلى الرغم من أن هونج كونج تتمتع بقدر من الحكم الذاتي إلا أنها في نهاية الأمر تتبع بكين ويمكن للصين أن تمارس حقها في نقض أي حكم تصدره محكمة محلية إذا سنحت لها الفرصة في ذلك.
وحتى الآن لم يظهر أي مؤشر على أن جهات إنفاذ القانون في هونج كونج تعتزم استجواب سنودين الذي قالت آخر أنباء عنه أنه غادر يوم الاثنين فندقا فاخرا في حي كاولون بمدينة هونج كونج.
واختفى الموظف السابق في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية والذي يعمل كمتعاقد في وكالة الأمن القومي الأمريكي عن الأنظار في هونج كونج قبل حملة محتملة من جانب الحكومة الأمريكية لإعادته للولايات المتحدة لمواجهة اتهامات.
ودفع سنودين (29 عاما) حساب الفندق الذي كان ينزل فيه في هونج كونج وغادره بعد ساعات من ظهوره في شريط فيديو نشرته يوم الأحد الماضي صحيفة جارديان البريطانية.
وكان سنودين، قدم المعلومات التي كشفت عن عملية مراقبة ضخمة تقوم بها وكالة الأمن القومي الأمريكي للاتصالات الهاتفية وبيانات الإنترنت من شركات كبيرة مثل جوجل وفيسبوك.
وأثارت عمليات الكشف التي قام بها سنودين صدمة في شتى أنحاء واشنطن حيث دعا العديد من النواب يوم الاثنين الماضي إلى تسليمه ومحاكمته بعد أهم عملية تسريب أمني في تاريخ الولايات المتحدة.
ولكن هناك بعض العلامات على أن موقف سنودين ضد التجسس الحكومي ودفاعه عن الحرية الشخصية لاقى صدى لدى بعض الأمريكيين على الأقل.
وتدفق المؤيدون لمساعدة سنودين على الإنترنت حيث قام أكثر من 25 ألف شخص بالتوقيع على التماس على الإنترنت يحث الرئيس باراك أوباما على العفو عن سنودين حتى قبل توجيه اتهامات له. وأدت محاولة منفصلة على "فيس بوك" لجمع أموال للدفاع القانوني عن سنودين إلى جمع نحو ثمانية آلاف دولار خلال بضع ساعات فقط.
وكان سنودين، قال خلال مقابلة مصورة مع الجارديان إنه قام بذلك العمل بدافع من ضميره لحماية "الحريات الأساسية للناس في شتى أنحاء العالم".
وقال إنه فكر طويلا ومليا قبل نشر تفاصيل برنامج لوكالة الأمن القومي الأمريكي يسمى بريزم قائلا: إنه فعل ذلك لأنه شعر أن الولايات المتحدة تبني آلة تجسس سرية لا يمكن محاسبتها تتجسس على جميع الأمريكيين.