السياسة تخطف الأضواء من موسم الحرائق
اعتدنا فى مثل هذا التوقيت من كل عام أن تتصدر أخبار الحرائق مانشتات الصحف.. ترصد وسائل الإعلام مسلسل الحرائق.. تتأهب أجهزة الدولة لتحجيم الخسائر بعد أن تؤكد أن الأسباب تتراوح بين ماس كهربائى و«عقب» سيجارة، ويتساءل الجميع: على من سيكون الدور؟
موسم الحرائق، الذى بدأ مبكرا هذا العام، يبدو أنه لن يكون بطل الأحداث، ولن يخطف الأضواء من الميدان، فقد اصطبغت الأحداث جميعها باللون الثورى، فأصبح الشاب والشيخ.. الغنى والفقير.. المثقف والأمى جميعهم يتحدثون فى السياسة ولا عزاء للحرائق!
المتابع للمشهد العام يتأكد أن الأحداث السياسية التى تزامنت مع حوادث اندلاع الحرائق استطاعت أن تسرق الأضواء منها، فلا أحد يريد أن يسمع أو يقرأ أو يتابع أخباراً، إلا عن البرلمان والمجلس العسكرى ومرشحى الرئاسة.
فقد تزامن اندلاع حرائق شركة النصر للبترول مع استبعاد 10 أسماء من قائمة المرشحين للرئاسة، منهم ثلاثة من أبرز المرشحين وأكثرهم شعبية هم: عمر سليمان وحازم أبوإسماعيل وخيرت الشاطر، وهو ما كان له صدى كبير على الساحة فاق الخسائر التى خلفتها الحرائق.
عندما ألغت الحكومة اتفاق تصدير الغاز المصرى إلى إسرائيل انتفض المرحبون بالقرار ومحللوه بشكل أسهم فى توارى أخبار حريق مسرح العرائس بمدينة الإنتاج الإعلامى بالكامل، وحريق آخر بشارع الخان، أحد أهم الشوارع التجارية بمدينة طنطا، نتج عنه وفاة أحد الأشخاص والكثير من المصابين.
أما الحريق الهائل الذى اشتعل بأحد مصانع الورق والكرتون بمدينة شبرا الخيمة فبالتأكيد لم يأخذ حقه الإعلامى، خاصة بعد تعقد الأزمة بين البرلمان والمجلس العسكرى على خلفية إصرار الأغلبية بمجلس الشعب على إقالة حكومة الجنزورى.
منذ زحف أنصار أبوإسماعيل إلى ميدان العباسية ووقوع اشتباكات بينهم وبين البلطجية المجهولين، لم يعد أحد مستعدا للانشغال بأى أحداث أخرى حتى إن كانت متعلقة بحرائق قرية «الشغب» بمركز إسنا جنوب الأقصر، التى أسفرت عن احتراق أكثر من 50 منزلا بجانب مساحات من الزراعات، ولا بالحريق الذى شب داخل «سوق التجار» المجاور لشارع السكة الجديدة وأكبر الأسواق بمدينة المنصورة، ولا الحريق الهائل الذى شب مؤخرا بمحلات «عمر أفندى» بمنطقة مصر الجديدة، والتهمت ألسنة نيرانه محتويات البدروم بالكامل.