بالصور| "اسمه إيه".. فريق يحيي فن "المايم" في مصر
بحركات اليد وتعبيرات الوجه المكسو بالمساحيق الملونة، اختار مجموعة شباب فريق "اسمه إيه" أن يصلوا آرائهم ووجهات نظرهم، بعد أن عجزت كلماتهم عن وصف واقعهم المتمرد، أرادوا أن يدخلوا ثقافة فن "المايم" أو التمثيل الصامت على الشعب المصري.
بنطلون قماش وتي شيرت، هو ما طلبه شباب الفريق القائمين على دعوة أطلقت عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" لعمل ورشة مايم، لم تكن تلك هي الدعوة الأولى من نوعها التي قاموا بها، الأعداد القليلة التي لبت الدعوة لم تجعلهم يتخلون عن رغبتم في نشر ثقافة فن المايم، معللين ذلك بعدم معرفة الشارع لهذا الفن.
"مشروع قناع" هو المسمى الذي أرادوا أن يطلقوه شباب "اسمه إيه" على الورشة التي قرروا من خلالها أن يطلعوا المصريين فيها على هذا الفن الجديد بالنسبة للكثير منهم، وليخلعوا ثوب الصمود بكلامهم الصامت، ويعلنوا التمرد بصموتهم الثائر، وللتعبير عن المتغيرات المجتمعية المعاصرة المحيطة بالإنسان بأساليب بسيطة وممتعة.
فشلهم في التعبير عن مكنوناتهم جعل أحمد برعي، أحد مؤسسي الفريق وزملائه التمثيل بلغة الصمت، بحركات متلاحقة، وإشارات معبرة وإن كانت تبدو غير مألوفة حيث يجسدون الإسكتشات المسرحية المختلفة بوجوه مطليه بألوان مفرحة أو حزينة تعبر عن مشاعرهم الدفينة، وعيون ثاقبة على الواقع تنبذ العادات السيئة، أو تعلي القيم الإيجابية، ويعبرون عن أحلامهم وطموحاتهم من خلالها.
قال أحمد برعي، لـ "الوطن"، إن ممارسي فن المايم في مصر لا يتعدون العشرة أشخاص، فبالرغم من كونه فنا قديما بدأ في الثلث الأول من القرن المنصرم إلا أن الكثير لا يعرف ما هو هذا الفن، فالمايم في اللغة تعني التقليد، وهو فن التمثيل الصامت باستخدام حركات اليد والجسم وإيحاءات وتعبيرات الوجه دون الكلام.
وأضاف برعي أنه لم يدرس ذلك الفن، لعدم وجود مدارس له في مصر حتى الآن، ولكنه انبهر به عندما حضر الحفل السنوي له في ساقية الصاوي، فانشغل بهذا الفن وحاول محاكاته وأخذ دورات تدريبية في التمثيل المسرحي، وشاهد العديد من عروض المايم في مختلف بلدان العالم ، وفكر هو وزملائه الاثنين في ممارسته بعد أن اتقنوه.
فن المايم هو نوع من التمرد ولكن بصورة جمالية، هكذا قال برعي، مضيفا أن التأثر بالأهل سواء بتأيدهم أو معارضتهم في مختلف أمور الحياه جعلهم يطلقون ورشهم تحت عنوان "بابا وماما" مجسدين في تلك العروض حياتهم اليومية واختلافهم مع الأهل، وتمردهم على القمع الذين يعيشوه تحت وطأة الأهل والمجتمع، قاصدين تمثيل الواقع في صورة الأب والأم"، ومعبرين عن رفضهم من خلال الفن "وبدل ما ننزل نقول لأ نرفض بس بطريقتنا".