بالصور| بعد سرقة الاحتلال وثائقه.. جولة داخل مكتبة المسجد الأقصى
سرقت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، وثائق مهمة من المسجد الأقصى المبارك، تتعلق بأملاك وأوقاف القدس المحتلة وأراضيها، وذلك أثناء فترة إغلاقه أمام الفلسطينيين، بما يمهد لمصادرتها وتهويدها ووضع يد السيطرة عليها.
وقال رئيس مركز القدس الدولي في فلسطين المحتلة، حسن خاطر، الأحد، إن الاحتلال استولى على الوثائق المتعلقة بالأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة، حينما استفرد بالأقصى لثلاثة أيام متوالية، متنقلاً بقواته بين غرفه ومكاتبه وأرشيفه ووثائقه، بعدما أخلاه من المصلين وموظفيه وحراسه.
وتقع مكتبة المسجد الأقصى بجانب المسجد القبلي، بين المسجد القبلي والمتحف الإسلامي، حيث افتتحت المكتبة سنة 1922 وكانت تعرف بـ"دار كتب المسجد الأقصى"، حيث بدأ تجميع الكتب المخطوطة المنتشرة في مرافق المسجد كخزانة مسجد قبة الصخرة وغيرها، أما القسم الثاني من المكتبة فيقع تحت المسجد القبلي وتسمى المكتبة الختنية، وقد تم إنشاء قسم آخر يتعلق بالأطفال وهي مكتبة الأطفال والناشئة.
كما تحتوي المكتبة على المخطوطات، التي يبلغ عددها 4000 مخطوط، من بينها عدد كبير من المصاحف، وفيها أيضًا عدد من المخطوطات باللغة التركية العثمانية، وهذه المخطوطات 80 % منها منسوخ في الفترة العثمانية، وبعضها منسوخ في إسطنبول، وتحتوي المكتبة على آلاف الكتب والمجلات المطبوعة قبل حوالي 100 سنة، وهي طبعات نفيسة لأنها لم تعد تطبع، ومن ضمن هذا القسم قسم باللغة التركية العثمانية، والمطبوعات الحديثة التي تقدر بأكثر من 160 ألف كتاب، في شتى المجالات.
ويعتبر قسم المخطوطات جوهرة مكتبة المسجد الأقصى، ففيه عبق التاريخ وكنوز الأسلاف، وتقدر مخطوطات مكتبة المسجد الأقصى بنحو ألفي مخطوط، ويعود مصدر هذا القسم من مخطوطات خزائن قبة الصخرة المشرفة، مكتبة الشيخ محمد الخليلي، مكتبة الشيخ حسن بن عبد اللطيف الحسيني، ما تبقى من مكتبة الشيخ خليل الخالدي، وهدية الأديب الكبير أحمد تيمور باشا، ويحتوي القسم على نوادر من المخطوطات من عصور مختلفة.
أما بعد سقوط فلسطين تحت الاحتلال البريطاني تأسست عدة مطابع، منها مطبعة جريدة مرآة الشرق التي طبعت أيضًا جريدة القدس الشريف التي أصدرها حسن صدقي الدجاني عام 1920، مطبعة دار الأيتام الإسلامية التي طبعت العديد من الكتب والجرائد، ومن بينها مجلة روضة المعارف التي أصدرتها مدرسة روضة المعارف عام 1922، مجلة دار الأيتام الإسلامية الصناعية، التي صدرت عام 1932، جريدة النضال الصادرة عام 1946، مطبعة السلام التي طبعت جريدة اتحاد العمال في القدس منذ تأسيسها عام 1925.
ومن المطابع التي أسست مطبعة الإعلان التي طبعت جريدة المعاد منذ تأسيسها عام 1928، مطبعة دير مار مرقص للسريان الأرثوذكس التي تأسست عام 1929 وطبعت مجلة البطريركية السريانية، مطبعة الحياة التي تأسست في حي المصرارة في القدس وطبعت جريدة الحياة عام 1930، مطبعة العرب التي طبعت مجلة العرب عام 1932، مطبعة الوحدة العربية التي طبعت مجلة الشباب عام 1353هـ - 1934م وجريدة الأوقات العربية في القدس عام 1935، مطبعة اللواء، التي طبعت جريدة اللواء عام 1937، المطبعة الاقتصادية التي طبعت المجلة الطبية العربية الفلسطينية عام 1945، مطبعة حكومة الاحتلال البريطاني، التي تأسست شرقي محطة القطار على طريق بيت لحم، وطبعت مختلف إصدارات الحكومة، وفي مكتبة المسجد الأقصى المبارك أعداد لا بأس بها من بعض هذه الجرائد، التي توقف صدورها عقب النكبة سنة 1948.
كما يضم قسم العلوم في المسجد الأقصى عدد ضخم من الموسوعات العلمية، التدريس والتربية، اللغات والقواميس، السياسة ونظم الحكم، الطب، علم الاجتماع، علم النفس، التنمية البشرية، الأنظمة والقوانين والأحوال الشخصية، الثقافة العامة، العلوم العامة "رياضيات، فيزياء، كيمياء، زراعة، بيولوجيا"، الأسرة والمرأة، تربية الأبناء، الفلسفة والمنطق، الإدارة والمحاسبة، الرياضة والفلك والرحلات، التاريخ والجغرافيا، والمتاحف والعمارة الإسلامية.
أما عن المكتبة الختنية فيعتبر هذا القسم هو الأقدم من حيث الإنشاء، وتم تخصيصه كي يحوي العلوم الشرعية بالإضافة إلى علوم اللغة العربية وآدابها، وتقع الزاوية الختنية خارج المسجد الأقصى جنوب المصلى القِبْلي، ويتوصل إليها من داخل المسجد بما يعرف بـ"الأقصى القديم" وهو التسوية التي تقع أسفل المصلى القبلي.
بُنيت الزاوية وجعلت كحصن يغطي على الباب المزدوج، وهما بوابتان كبيرتان متلاصقتان، عُرفتا ببابي النبي صلى الله عليه وسلم، ويغلب على الظن أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل المسجد منهما.
وتم افتتاح مكتبة الأطفال التابعة لمكتبة المسجد الأقصى في مطلع عام 2016 تلبية لاحتياجات سكان المدينة "من عمر السنة حتى الخامسة عشرة وذويهم" لمكتبة متخصّصة بالأطفال تعمل على تشجيع القراءة والتعلم وتحاول استعادة أمجاد المسجد الأقصى الذي كان مهدا لعلم والتعليم على مدى سنين طويلة.
تقع مكتبة الأطفال التابعة لمكتبة المسجد الأقصى المبارك في الجهة الجنوبية من المسجد الأقصى مكان مسجد النساء سابقاً، تشتمل المكتبة على ما يقارب تسعة آلاف عنوان لكتب مخصّصة للأطفال، تتوزع هذه العناوين بين موسوعات علمية وأطالس وكتب ثقافية وأدبية وقصص للأطفال باللغتين العربية والإنجليزية، إضافة إلى الكتب اللمسية وكتب الصور المخصّصة للأطفال الصغار وتشتمل المكتبة على جزء مخصص للألعاب التعليمية والثقافية.