«المرافق المتطوع».. يحل أزمة عجز التمريض
مرافق مريض داخل مستشفى الساحل.. «حلم بعض المرضى»
«الفلوس مش كل حاجة»، عبارة تنطبق على ممن قرروا بذل الخير عن طريق مساعدة المرضى بـ«الوقت»، فتبرعوا بأجزاء من أوقاتهم للعمل على راحة المريض ومعاونته.
فى المعهد القومى للأورام، قررت «عزة» و6 فتيات من صديقاتها التبرع بساعة واحدة يومياً، يتناوبن عليها خلال أيام الأسبوع، «اتفقنا إن فيه 7 ساعات أسبوعياً، كل يوم ساعة، هتكون فى خدمة الأطفال، هنلعب معاهم ونقضى وقت مفيد وممتع، ونعلمهم أنشطة مختلفة، وبقالنا شهر على كده، والأطفال مبسوطين وفرحانين بالحالة دى».
توضح عزة شاهين، الشابة التى تخرجت فى كلية التربية قسم لغة عربية، وتعمل فى مدرسة ابتدائية، أن الفكرة جاءتها بعد مشاهدة إعلانات التبرعات التى امتلأت بها شاشات التليفزيون، وتحديداً فى شهر رمضان الأخير، واستمرت بعده أيضاً، ورأت أن هناك طرقاً أخرى للتبرع ربما تكون مناسبة لأشخاص كثيرين يريدون أن يقوموا بأعمال خيرية، لكن قدرتهم المالية محدودة، تقول: «ناس كتيرة عايزة تعمل خير، لكن الفلوس يا دوب على القد، وبالتالى فكرنا إن الخير مش شرط يكون فلوس بس، فيه طرق كتيرة ممكن نساعد بيها المرضى والمحتاجين، وده اللى إحنا عملناه فى الجروب بتاعنا المكون من 7 بنات».
على غرار «عزة» وزملائها، قرر أحمد محروس، التبرع بساعتين من وقته، فى يوم راحته الأسبوعية الجمعة، ليرافق واحداً من المرضى ممن يحتاجون إلى مرافقين، ويقول «أحمد»: «عرفت إن فيه مستشفيات كتير فيها مرضى عندهم أزمة بعيداً عن موضوع العلاج، وهى أن بعض المرضى مش بيكون معاهم مرافق يساعدهم ويتحرك معاهم، فبقيت أروح مرة فى الأسبوع لمساعدة مريض بدون مرافق، وده نوع من التبرع اللى محتاجاه مستشفيات كتيرة».
مستشفى الساحل القريب من منزله، هو الجهة التى يتوجه إليها «أحمد» فى راحته الأسبوعية ليعاون «سيد خميس»، نزيل فى قسم العظام، يبلغ من العمر 62 عاماً، اختاره الشاب الذى يعمل مندوباً فى شركة استيراد مواد أولية، بعد أن اطلع على حالته من إدارة المستشفى: «قالوا لى إنه جه فى ساعة متأخرة من أسبوع بعد كسر مضاعف فى ساقه اليمنى، وخضع للعلاج والجبس، لكن لوحده دايماً، ومفيش زيارات له، وبنحتاج يكون فيه مرافق بسبب نقص عدد الممرضات مقارنة بعدد المرضى، اتعرفت عليه وبقيت أجيله كل أسبوع مرة، ودلوقتى علاقتنا بقت قوية، وباسأل عليه بالتليفون وباحاول أزوره مرة وسط الأسبوع كمان».
الدكتور إبراهيم نصار، طبيب العظام، رئيس قسم العظام بأحد المستشفيات الخاصة، قال إن التبرعات التى تحتاجها المستشفيات ليست نقدية فحسب، فهناك أنواع عديدة نكون فى أمس الحاجة إليها، مثل «مرافق المريض»، سواء فى مستشفى خاص أو حكومى، لأن بعض المرضى بلا مرافقين ونحتاج إلى من يتطوع بهذا الدور، «جزء كبير من العلاج خاص بالرعاية، وهذا دور يمكن أن يقوم به متطوعون، خاصة بالنسبة للمرضى اللى بيكونوا بمفردهم، وكذلك المرضى الأطفال، لأنهم أكتر فئة بيكونوا محتاجين لحد يقضى معاهم وقت طويل».