سيدات تمردن على حياتهن بخلع النقاب: مش ناقصة خنقة
سيدات تمردن على حياتهن بخلع النقاب: مش ناقصة خنقة
20 عاماً من العزلة، تعيش حبيسة داخل جدران بيتها بحى فيصل.. لا تخرج منه إلا برفقة زوجها، لم تعتد على الاختلاط بالناس، دائماً كانت تجد الحماية فى زوجها، لم تتخيل أن تتعامل مع المجتمع بدونه. سمية محمد، 43 عاماً، وفاة زوجها عرضتها لأقوى هزة نفسية مرت بها طيلة حياتها، صبت فوق رأسها مخاوف كثيرة، منزل مضطرة أن تفارقه كل يوم لساعات طويلة، تجارة مجبرة أن تتابعها، كل هذا وثِقتُها بنفسها معدومة، وعبارات الجيران التى تلاحقها تزيد من عوار شخصيتها «انتى لسه صغيرة فيكى الطمع».
وجدت فى ارتدائها النقاب حلاً لتواجه المجتمع وتخرج للشارع دون حرج: «جوزى أما مات كنت لسه فى شبابى، كان كل حاجة حواليا ضاغطة علىّ، النقاب كان حل عشان أقدر أشتغل وأصرف على عيالى ونقدر نعيش».
لم يكن ارتداء النقاب الحل كما تصورت «سمية»، إذ وجدت نفسها على حد وصفها داخل سجن يقيد من تصرفاتها: «هما 3 سنين بالظبط وقلعته ماقدرتش أشتغل وأنا لابساه.. ماقدرتش أتحمل الحر وأنا بشيل البضاعة وبرتب المحل.. قلعته لأنى كنت لابساه مجرد قناع أختفى وراه».
«سمية» واحدة ممن تمردن على النقاب بعد ارتدائه لسبب شخصى أو نتيجة للجدل المثار حوله، ومنهن أيضاً شروق حسن، 26 عاماً، التى أخذت قرار خلع النقاب بعد تسببه فى إصابتها بالتهاب فى عينيها، ربما لم تكن حجة «شروق» فى ارتدائه قوية، لذا قررت التخلى عنه بعد نصيحة طبية: «النقاب كان بيتعب عينى جداً وبيخليها على طول تدمع»، على الرغم من حالة التعاسة التى سيطرت عليها لأنها ستخلع النقاب إلا أنها اتخذت الخطوة: «كان نفسى أكمل بالنقاب لأنى كنت واخداه خطوة أزود بيها إيمانى، لكنه قضاء ربنا»، تروى «شروق» أن العبادة نابعة من القلب لا بارتداء زى بعينه: «أنا مركزة أكتر إن لبسى يكون محتشم جداً».
«قلعت النقاب لكن إيمانى ما اتغيرش» كلمات إيمان عبدالتواب، 25 عاماً، التى كانت تعتقد أن ارتداءها قناعاً أسود سيزيدها تديناً: «لقيت إنى ماتغيرتش من الحجاب للنقاب غير فى الشكل والمظهر بس»، عامان فقط هما المدة التى ارتدت فيها «إيمان» النقاب: «قعدت أفكر كتير جداً لقيت إنى كنت ملتزمة وباعمل الفروض وبصلى، النقاب مش مزودنى حاجة فقلعته»، لم تخف من ردود الفعل نتيجة قرارها: «دى حريتى الشخصية خدت القرار وماخُفتش من حد».
دائماً ما كانت نورهان السيد، 24 عاماً، فى حيرة بين طريقة وضعها للمكياج وفى الوقت نفسه ارتدائها للنقاب، حيث إن ارتداءها له لم يمكنها من السيطرة على تصرفاتها أو يغيرها: «كنت بالبسه وأنا حاطة ميك أب، كنت بشوف عينى متحددة أكتر وملفتة أكتر». التردد الدائم والإحساس بتأنيب الضمير تجاه هذا الزى الوقور هو ما دفع «نورهان» لخلع النقاب: «كنت دايماً حاسة إنى غير مستقرة فى قرارى وإن النقاب محتاج منى انضباط أكتر، ماكانش ينفع أكمل فيه».