مركز حقوقي يرفع دعوى أمام "الإداري" لإلزام الدولة بحماية حق المواطن في الرعاية الصحية
أقام محامو المركز المصري للحقوق الاقتصادية والاجتماعية دعوى قضائية، تحمل رقم 72478، أمام القضاء الإداري، اختصموا فيها كلا من: رئيس الجمهورية، ورئيس مجلس الوزراء، ووزير الصحة، ورئيس الإدارة العامة للمجالس الطبية المتخصصة، كل منهم بصفته، وذلك لامتناعهم عن تمكين مواطنة مصرية من حقها في العلاج على نفقة الدولة.
وذكر المركز، في بيان له اليوم، أن المواطنة، التي ينوب عنها محامو المركز في رفع الدعوى، كانت قد أصيبت بمرض التصلب العصبي المتعدد، وهو من أكثر الأمراض العصبية انتشارًا في مصر ويدخل ضمن الأمراض العصبية المزمنة والتي تتطلب علاجًا باهظ التكاليف، وهو أيضًا أحد الأمراض التي تستلزم العلاج بالإنترفيرون، التي أصدر وزير الصحة قرارًا في عام 2010 بشمولها بين حالات العلاج على نفقة الدولة، ومع ذلك ورغم تقدم المواطنة بطلبات تلغرافية إلى الجهات المختصمة بالدعوى مطالبة بتمكينها من حقها في العلاج على نفقة الدولة، إلا أن أيًا منها لم يستجب لها.
وتستند الدعوى إلى مخالفة القرار السلبي المطعون فيه للدستور المصري في مواده رقم 33 التي تحظر التمييز بين المواطنين، و62 التي تنص على أن الرعاية الصحية حق لكل مواطن، و66 التي تنص على أن تكفل الدولة خدمات التأمين الاجتماعي، إضافة إلى مخالفته لمفهوم المادة 159 بند 8 والذي يعني إلزام مجلس الوزراء بحماية حقوق المواطنين، التي ينص عليها الدستور ومنها حقهم في الصحة.
وأشارت الدعوى إلى مخالفة القرار للقانون المصري وللمواثيق الدولية التي وقعت عليها مصر وهي الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والعهد الدولي الخاص بالحقوق الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، والميثاق الإفريقي لحقوق الإنسان، ودستور منظمة الصحة العالمية، مستندة إلى كون القرار المطعون فيه قد شابه الانحراف بالسلطة وفق ما استقر القرار الإداري على تعريفه من خلال أحكام سابقة له.
وأكد المركز المصري للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، أنه يسعى لرفع هذه الدعوى بشكل مباشر، لتؤسس لأمر إلزام الدولة بحكم القانون بحماية حق مواطنيها في الرعاية الصحية وفق ما قرره الدستور وما نصت عليه المواثيق والعهود الدولية، إلى جانب اجتذاب مزيد من انتباه الرأي العام المصري إلى واحدة من المشكلات الرئيسية التي يواجهها المجتمع المصري، وهي التراث المتراكم لتنصل الدولة من مسؤوليتها تجاه توفير الرعاية الصحية لمواطنيها وما ترتب عليه من معاناة ملايين المصريين ماديًا ومعنويًا وقبل ذلك فقدان الآلاف منهم لحياتهم ذاتها جراء تجريدهم من حقهم الأساسي في الرعاية الصحية دونما تمييز بينهم على أساس القدرة المالية على سداد تكاليف هذه الرعاية، مشيرًا إلى أنه أقام هذه الدعوى لتمكين صاحبتها من حقها في العلاج على نفقة الدولة ورفع الضرر الواقع عليها والذي يهدد حياتها بحرمانها من العلاج الضروري.