"الكافيه" في عرف "ولاد بحري".. ستارة بين الولاد والبنات وركن لـ"صلاح"
بنات داخل الكافيه
كافيه مصمم على طراز المدن يستهدف الفتيات والعائلات، داخل قرية صغيرة بحافظة الشرقية، تفوح منها رائحة الريف، تفتقر للخدمات الترفيهية لسكانها الذين لا يجدون مكانًا لقضاء أوقات فراغهم، الأمر الذي حفز ثلاثة من شبابها لافتتاح أول كافيه في قريتهم صان الحجر به ركن خاص للفتيات وآخر لعائلات، وباب مستقل لدخولهم وخروجهم بعيدًا عن مدخل الشباب والفصل بينهما بستارة.
"البنت اللي عايشة في القرية نفسها تتحرك بعيد عن القيود اللي عليها تخرج تقعد في كافيه محترم"، حسب سامح يونس، صاحب الـ35 عامًا، أحد الشركاء، مؤكدًا أنه يرغب في تغيير الفكرة السائدة عن أهل الريف: "الناس واخده فكرة وحشة عن الأرياف وأنهم عايشين في كوخ ومتخلفين نفس فكرة الغرب عن العرب بالظبط".
يحكي الشاب الثلاثيني، أن مكان عمله في مدينة العاشر من رمضان وباقي شركائه في القاهرة، لكنهم يسعون لتطوير قريتهم ودخولها عالم المدن والعيش مثلهم دون فرق، معتمدين على خبرتهم التي كونوها خارج حدود المكان: "السوشيال ميديا قربت المسافات وكل الامكانيات دلوقتي متاحة للجميع"، مشيرًا إلى أن الريف به عقليات جيدة ومتحضرة في نفس مستوى معيشة المدن: "براهن على الناس الموجودة في البلد، ونيتي أفتح كافيه خاص بالبنات بس لو المشروع ده نجح والمكان جاهز".
قرر الثلاثي عدم إضافة ضريبة خدمة مضافة وتخفيض أسعار المشروبات والمأكولات لتتناسب مع الجميع وكسب ثقتهم في البداية: "أقصى حاجة بـ20 جنيهًا"، وجاءت فكرة فصل الفتيات عن الشباب بستارة وباب لكل منهما وفصل الخدمة أيضًا لتتماشى مع عرف البلد واحترام العادات والتقاليد: "عشان محدش يتكلم والبنات تتحمس تيجي.
الفكرة زادت من حماس رانيا محيي طالبة في كلية التربية، لتجربة المكان، مؤكدة أنها فكرة جيدة تحدث لأول مرة في قريتها "كنا بنروح الزقازيق عشان نقعد في كافيه"، متمنية أن يتقبل الأهل فكرة المشروع وأهميته حتى ينجح "دي حاجة كويسة جدا ودليل أن البلد بتطور".
خصص الشباب ركن باسم "أبوصلاح" بصورة اللاعب محمد صلاح، خاص بمحبي كرة القدم، وآخر باسم "رومانسية" للفتيات بصورهم، وركن للعائلات مطبوع عليه صورة مجسمة من شارع المعز، وركن باسم "تانيس" يعرض صور نادرة ترجع لعام 1938 لآثار تم اكتشافه في عهد الملك فاروق على يد عالم فرنسي في البلدة نفسها "احنا مشهورين بالأثار وجبنا الصور دي من على موقع فرنسي وهي موجودة دلوقتي في المتحف المصري"، في اختيار موفق للتعبير عن حضارتهم وأهم ما يميز قريتهم، فضلًا عن ركن باسم "السميعة" ملصق عليه صورة كوكب الشرق، وأخيرًا للمبدعين بصور الفنانين مثل الزعيم والساحر: "احنا اللي مصممين الديكور بنفسنا واختارنا كل حاجة".