عمر بن الخطاب فى 4 أعمال رمضانية: رحل الطغاة وبقى الحاكم العادل
هل الأمر لا يعدو عن كونه مصادفة، أم كان للنظام السابق دور فى منع تناول بعض الشخصيات أو التحدث عنها فى البرامج الحوارية أو الأعمال الدرامية؟ سؤال قد يتبادر إلى ذهن المشاهد وهو يتنقل بين قنوات التليفزيون، ويصادف أكثر من عمل يتحدث عن الصحابى الجليل «عمر بن الخطاب»، حيث يعرض أربعة أعمال عنه خلال شهر رمضان الحالى.
«عمر.. صانع حضارة»، «الفاروق.. حلم شباب أمة»، «الفاروق»، «عمر بن الخطاب»، أسماء متعددة لشخصية واحدة كان لها أثر بالغ فى رسم حياة المسلمين، وقد استغلت الفضائيات رياح التغيير التى هبت على العالم العربى بعد رحيل الطغاة، فيما يعرف بثورات الربيع العربى، وتناولت سيرة الصحابى عمر بن الخطاب.
«عمر.. صانع حضارة»، أحد هذه البرامج، يقدمه الداعية «عمرو خالد»، فى عدد من القنوات الفضائية الخاصة، حيث يهتم فيه بعرض جوانب مختلفة من حياة الصحابى الجليل قبل وبعد إسلامه، مع التركيز على الحضارة الإسلامية التى وضع أولى لبناتها بعد توليه الخلافة الإسلامية.
أما «الفاروق.. حلم شباب أمة»، فهو البرنامج التليفزيونى الذى يقدمه الداعية الكويتى نبيل العوضى، الذى لا يختلف كثيراً عن برنامج عمرو خالد، حيث يركز فيه على عرض موقف تاريخى لـ «عمر» يومياً، فى إطار مشوق يكشف عن المواقف البارزة بحياته وأهم مقولاته.
على إحدى المحطات الإذاعية المصرية يذاع برنامج «الفاروق»، ثالث برنامج يتناول شخصية «عمر بن الخطاب»، والذى يقدمه المذيع «حازم البهواشى»، أما المحطة الرابعة والأخيرة فكانت مسلسل «عمر بن الخطاب»، الذى خصصت له ميزانية ضخمة وأثار ضجة هائلة بسبب عشرات الفتاوى والحملات الرافضة لتجسيد شخصيته وعدد من الصحابة على الشاشة.
«رسالة إلى الحكام العرب لعلهم يتعظون»، هو ما قالته د.آمنة نصير، أستاذ العقيدة والفلسفة الإسلامية بجامعة الأزهر، تعليقاً على ظهور هذا العدد من المسلسلات والبرامج التى تستعرض شخصية عمر بن الخطاب، التى لم تأت من فراغ، فحلم «البطل» المخُلص الذى يقودهم ويحل لهم كافة مشكلاتهم لم يخرج مطلقا من ذاكرتهم، وسيظل يراودهم.
اعتبرت «نصير» أن الصفات التى اتسم بها عمر مثل: العدل، الحزم، التقوى وقوة الشخصية، صفات لا تفارق خيال المواطن العربى، وحلم يتمنى أن يتحقق فى الواقع، ويجد نموذج الحاكم العادل الشجاع بعد ثورات الربيع العربى.