خذوا الحكمة من «الست سحر»: إحنا لو ضعاف.. ياكلونا
«سحر» أمام المخبز الذى تعمل فيه
الانطباع الأول الذى تتركه فى نفس كل من يتعامل معها، أنها امرأة قوية، «بنت سوق»، كما يطلق على صاحبات الخبرات الطويلة فى العمل، تزوجت سحر شعبان، وهى فى سن صغيرة، كان عمرها 12 عاماً، عندما انتقلت من مرحلة الطفولة إلى عالم النساء، ليس المرفهات، بل العاملات اللاتى يتحملن المسئولية بالمشاركة مع الزوج.
فى البداية عملت «سحر» فى ورشة جلود، ثم فى مطبعة، ثم فى مصنع جاتوه وكانت مهمتها عمل العلب التى تغلف قطع الحلوى، وهى تخطو أولى خطواتها نحو عالم الشباب، توفى زوجها وتركها وحيدة تعول أبناءها بمفردها، عملت فى بيع الخبز بأحد الأكشاك، ثم تزوجت مرة ثانية، ولكن لم يستمر زواجها الثانى كثيراً، وقع الطلاق ووجدت نفسها وسط 7 أبناء من الأولاد والبنات: «بعد الجوازتين قررت أعتمد على نفسى من غير راجل فى حياتى، أنا كده كده بشتغل، وبصرف على عيالى بالحلال، عمرى ما احتجت لحد ولا خليت عيالى محتاجين حاجة». عملت «سحر» فى فرن تابع لوزارة التموين، بشارع مجلس الأمة بالسيدة زينب: «بضرب لهم اللى عايزين يجيبوه على المكنة، وهما يدخلوا ياخدوا العيش من جوه». استطاعت صاحبة الـ52 عاماً أن تزوّج ثلاثة من بناتها، «نعمة وسماح وبسمة»، وما زال لديها اثنان يستكملان تعليمهما، وهما «نورا ومصطفى»، أما ابنها «محمد» فقد توفاه الله، وهو فى ريعان شبابه: «مات لوحده، ماكنش بيشتكى من حاجة، كان أصعب يوم فى حياتى، كان عندى وقتها حاجة وتلاتين سنة».
«إحنا لو ضعاف ياكلونا».. جملة تؤمن بها «سحر»، تزيد من قوتها أمام مواجهة الحياة: «كان لازم أواجه أى صعوبة وأعتمد على نفسى علشان عيالى، ولما أتعب ما أقولش إنى تعبت».