صلاة العيد بالمنيا برعاية "الإسلامية".. والمحافظ يعتزل "الساحات" ويصلي في "مدرسة"
سيطر الإسلاميون في المنيا على جميع ساحات صلاة العيد، إلا قليلا، على عكس ما يفترض أن تشهد صلاة العيد تعبيرا شعبيا متنوعا بين مساجد المدينة، حتى أن محافظ المنيا اعتزلهم وأدى الصلاة في "مدرسة ثانوي".
قبل الصلاة، خرجت الجماعة الإسلامية في مسيرة حاشدة بالخيول والموتسيكلات والسيارات، من أمام مسجد الرحمن بحي أبو هلال جنوب المدينة، وطافت شوارعها الرئيسية وسط تهليل وتكبير المشاركين، وانتهى بها المطاف بكورنيش النيل حيث مكان الصلاة، وأثناء ذلك أشعل عدد من أعضاء الجماعة النيران في صورة للرئيس السوري بشار الأسد تعبيرا عن استنكارهم للمجازر التي ترتكب بحق شعبه.
سيطرت صور الشيخ عمر عبد الرحمن على ساحة الصلاة الرئيسية بالمدينة، والغريب أن صور الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط ظهرت بجوارها على لافته كبيره حملت عبارة "لو كان الشيخ جاسوسا أمريكيا أو قاتلا صهيونيا لكان الآن حرا"، في إشاره واضحة إلى أن إهدار "الحق والكرامة".
لافتات الجماعة الإسلامية والإخوان المسلمين والدعوة السلفية غزت جميع ساحات الصلاة، وأبرز ما لفت الانتباه ظهور "بانرات" تحمل صور الدكتور محمد سعد الكتاتني رئيس مجلس لشعب المُحل، وعلى بعد أمتار منها ظهرت بكثافة صور الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية.
"بانرات" تأييد الرئيس ملأت كل صوب وناحية، وتضمنت تأييد قراراته الأخيرة بعزل المشير طنطاوي ورئيس الأركان الفريق سامي عنان، وطالبت ، اللافتات نفسها، الرئيس بالمضي قدما في تطهير مؤسسات الإعلام والقضاء، وظهرت أيضا لافتات تدعو لنصرة مسلمي بورما وثوار سوريا، فضلا عن ظهور صور للرئيس وبجوارها شهداء الحدود برفح.
بيانات الأحزاب والائتلافات الشبابية ظهرت في نهاية المشهد، وكان أبرزها بيان وزعته حركة شباب الثورة و25 يناير حمل عنوان "تحالف ضد الفساد" هاجم اللواء سراج الدين الروبي محافظ المنيا بشراسة، وتوعدت الحركتان في بيانهما المشترك بتقديم بلاغات ضد عدد من المسئولين متورطين في إهدار المال العام، كما وزع حزب الدستور بيانا لتهنئة الأهالي بالعيد تضمن نبذة عن الحزب وأهدافه، وكلمة للدكتور محمد البرادعي وكيل مؤسسيه، ووزعت أيضا حركة 25 يناير بيانا مماثلا شددت فيه علي ضرورة استكمال مسيرة التطهير.
شباب 6 أبريل المنيا شاركوا المنياوية فرحتهم بالعيد، ونظموا عقب أداء الصلاة سلسلة من الوقفات بمعظم مراكز المحافظة تطالب بالإفراج عن جميع المعتقلين، وعلقوا "بانرات" تهنئة ووزعوا "منشورات" وهدايا وحلوى للأطفال.
وقد أدى اللواء سراج الدين الروبى محافظ المنيا صلاة العيد بساحة مدرسة المنيا الثانوية العسكرية، ورافقه اللواء ممدوح مقلد مدير الأمن والقيادات التنفيذية بالمحافظة، وآلاف المواطنين، وألقى الدكتور عبد الناصر نسيم وكيل وزارة الأوقاف خطبة العيد، والتي دعت للعمل والتسامح ونبذ الخلافات.
وعبر الروبي عن أمنياته بأن يعم الخير والسلام أرض الوطن، وعقب ذلك استقبل بالديوان العام المهنئين من القيادات الأمنية والتنفيذية ورجال الدين الإسلامي والمسيحي.
خطب العيد بالمنيا لم تبتعد عن السياسة، فخطيب الساحة الرئيسية بمدينة المنيا قال للمصلين "أنتم في ملعب كرة، وأحذركم أن تقفوا متفرجين، وعليكم أن تجتهدوا لإحراز هدف ثمين لنصرة الأمة الإسلامية وتقدمها".
دعاوى مقاطعة مظاهرات 24 أغسطس كانت حاضرة أيضا بساحات القرى، ففي قرية زهرة حث الشيخ عماد عبد العزيز خطيب مسجد السيدة زينب على مقاطعتها "حفاظا على الأمن والاستقرار والوحدة".