جمهور المباراة الأخيرة في أمم إفريقيا 2006: "هنرجعها تاني"
أميرة إبراهيم
13 عاما مضت، على المباراة الختامية لكأس أمم إفريقيا 2006، التي كانت على أرض مصر بين المنتخب الوطني ونظيره كوت ديفوار على ملعب استاد القاهرة الدولي، في صباح هذا اليوم ذهب أحمد سعيد مع خاله وهو ابن الـ11 سنوات، يحمل علما في يده وألوانه على خده، مرتديًا تيشيرت أحمر: "كنت في ساتة ابتدائي وفرحان جدا بالخروجة".
تخرج أحمد في كلية الحاسبات والمعلومات، ولا تزال ذكريات هذا اليوم عالقة في ذاكرته تفاصيل الـ120 دقيقة قبل إعلان الفوز بالبطولة يتابعها الصغير وهو جالس بجوار خاله وصديقه في مدرجات الدرجة الثالثة، يلوح بيديه الصغيرتين للاعبين داخل المستطيل الأخضر: "وائل جمعة وعمرو زكي وأبو تريكة والحضري ورقصته على العارضة"، ذكريات بحملة بالحنين يود في استرجاعها مرة أخرى في نفس المكان ووسط الجمهور وبنفس الفوز: "إن شاء الله نرجع الأيام دي تاني"، يتذكر أنه كان يشجع نادي الزمالك وخاله الأهلي واجتمعا معًا على تشجيع فريق واحد وسط فرحة عارمة ظلت مستمرة حتى الساعات الأولى من صباح اليوم التالي: "رجعنا ميت عقبة فضلنا نحتفل للصبح ودي كانت أول مرة أسهر فيها في حياتي".
استعدت أميرة إبراهيم لهذا اليوم، قبلها بـ24 ساعة تحضر ملابسها والأعلام بصحبة ابنة عمتها هدير التي ظلت ترافقها تلك الليلة: "بابا كان لسه نازل إجازة من أمريكا وجاب لنا تذاكر وروحنا أنا وهو وولاد عمتي التلاتة"، وصلوا الاستاد في التاسعة صباحًا كانت الساحة مليئة بالجماهير وأصوات المزامير والهتافات التي لم تهدأ والأطفال والشباب والرجال، الجميع مرسوم على وجهه السعادة: "كان عندي ساعتها 20 سنة وكنت لابس تيشيرت المنتخب وبنطلون جينز طلعنا من المهندسين على الاستاد"، كانت المرة الأولى التي تدخل فيها استاد في حياتها، لم تصدق أنها شاهدت أحمد حسن داخل الملعب: "كنت بحبه جدا"، تتذكر ضياع دروجبا لاعب كوت ديفوار لضربة الجزاء وقت ضربات الترجيح، وهدف الفوز لأبو تريكة وأصوات الجماهير: "الاستاد كان بيتهز من السعادة، اليوم ده مكنش طبيعي، اليوم ده كان حلو بكل تفاصيله"، تزوجت وأنجبت فريدة وحمزة، تستعد للذهاب مع أولادها وزوجها لكنها تخشى من الزحام: "الواحد كان كله طاقة وحماس ساعتها ونزلنا احتفلنا واشترينا حلويات ولفينا بالعربية للصبح".
"كنا 14 واحد، كانت آخر ذكرى لينا متجمعين".. يقولها محمد سامي، مسترجعا تفاصيل ذلك اليوم الذي وصل فيه الاستاد من السابعة صباحًا مع أصدقائه بعد انتهاء المرحلة الثانوية، لم يجدوا في منفذ البيع سوى 10 تذاكر فقط كل تذكرة بـ70 جنيها واضطروا لشراء الأربعة المتبقيين من السوق السوداء: "كانت التذكرة بـ300 جنيه بس مكنش ينفع نروح من غير بعض"، جواء يحلم بعودتها مرة أخرى بعد أن تغير الحال وتزوج وأنجب وسافر أصدقاؤه وفرقتهم الحياة: "يمكن البطولة دي ترجعنا تاني مبنصدق نلاقي حاجة تفرحنا".