«أبوستيت»: حصة الفرد من المياه ستصل إلى 400 متر مكعب في 2050
وزير الزراعة
قال الدكتور عز الدين أبوستيت، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، إن مشروعات تحلية المياه تكمن أهميتها في كونها أحد المصادر الرئيسية للمياه في المستقبل، ليس فقط للتنمية الزراعية ولكن أيضا للتنمية البشربة.
وأضاف «أبوستيت»، خلال كلمته في المؤتمر الثالث لتحلية المياه في مصر والشرق الأوسط، أن حصة الفرد من المياه الآن في مصر تقدر بأقل من 600 متر مكعب في السنة، وهذا يعتبر فقرا مائيا وإذا استمر وضع النمو السكاني المتزايد في مصر ستصل حصة الفرد من المياه في عام 2050 إلى أقل من 400 متر مكعب في العام، وهنا تأتي أهمية تحلية المياه كمصدر أساسي للمياه.
وأوضح وزير الزراعة، أن «تحلية المياه ليست باستيراد الأجهزة الخاصة بالتحلية ومكوناتها من الخارج، ولكن الإنجاز الحقيقي سيكون من خلال توطين التكنولوجيا الخاصة بالتحلية وتمصيرها، حتى نستطيع تصنيع كل الأجهزة المكونة للمحطة بالكامل في مصر».
واشار أبوستيت إلى أن التكلفة الحالية لإنتاج المتر المكعب من المياه تقدر بـ13 جنيها مع الاعتماد على مكونات أجنبية كثيرة، موضحا أنه يأمل من خلال التحالف الوطني لتحلية المياه الوصول إلى مستويات اقتصادية منافسة مع ما يتم إنتاجه الآن.
ولفت إلى أن توطين الأجهزة وتصنيعها في مصر من خلال تحالف وتكاتف الجهود في إطار واضح سيؤدي إلى وجود نتائج تطبيقية على أرض الواقع، وهو ما يعتبر أولويه لمركز بحوث الصحراء والتعليم العالي والعديد من الجهات المتخصصة الأخرى.
وأضاف أن التكنولوجيا تحتاج إلى تكاتف كل الجهات الخاصة بذلك، لأن تحلية مياه البحر والآبار من خلال تكنولوجيا جديدة مثل الطاقة الشمسية سيكون جيدا جدا، مبينا أن هذا ما حدث في مدينة شلاتين من خلال عمل محطة تحلية مياه هناك وبدء الزراعة بها.
وأشار إلى أن هناك الكثير من الأراضي الزراعية الجديدة تقوم على مياه الآبار غير المتجددة، «لذلك يجب أن يكون لدينا محطات للتحلية لخفض ملوحة المياه الجوفية»، موضحا أن أهمية المؤتمر تأتي من خلال تبادل الخبرات والمناقشة بين الخبراء.
من جانبه قال الدكتور نعيم مصيلحي، رئيس مركز بحوث الصحراء، إن المعهد يختص في دراسة علوم الصحراء وكل الموارد الصحراوية ومكافحة التصحر ودراسة جميع أنواع النباتات الصحراوية.
وأضاف مصيلحي، أن المركز أسس مركز مصر لتحلية المياه، لخفض تكلفة تحلية المتر المكعب من المياه، ونجح في ذلك، وتم عمل تحالف وطني علمي لتحلية المياه.
وأشار إلى أن المركز ضم العديد من الأجهزة المستخدمة في تحلية المياه، كما ساعد المشروع في أن يكون المركز نقطة الاتصال بين الجهات المتخصصة في ذلك النشاط، العمل على تصنيع مكونات محطات المياه في مصر.
وأوضح مصيلحي أن المؤتمر يهدف لوجود فرصة لمشاركة الخبرات والخبراء في مجال تحلية المياه وتشجيع القطاع الخاص على الاستثمار في مجال تحلية المياه وإنشاء محطات وتأهيل وتدريب العاملين في هذا المجال، لتحسين مستواهم وخبرتهم وكفائتهم، مضيفا، «كما نسعى لتجاوز مشكلات المياه واستخدام الطاقات الجديدة في تحلية المياه وتخفيض اقتصاديتها»، كما توجه مصيلحي بالشكر للهيئة الهندسية لتعاونهم مع المركز.
وقال الدكتور محمود أبوزيد، وزير الري والموارد المائية الأسبق، ورئيس المجلس العربي للمياه، في كلمته خلال المؤتمر، إن تحلية المياه ليست موضوعا غائبا عن مصر، وهناك جهود كبيرة حققها نشاط مركز بحوث الصحراء، وهذا نابع من التحدي الذي «نواجهه في مصر بسبب نقص الموارد المائية ليس فقط في مصر ولكن فى منطقتنا العربية والشرق الأوسط».
وأضاف «أبوزيد» أن حجم المياه العذبة محدود بالنسبة للمنطقة العربية، والتي تمثل حوالي 10% من تعداد سكان العالم ونسبة المياه العذبة تمثل 1% فقط، وبالتالي بدأت دول عربية عدة في المعاناة من نقص المياه، وهناك أكثر من 15 دولة نصيب الفرد أقل من الألف متر مكعب، وهو الحد الفقري للماء، وهذا يوضح التحدي الذي تواجهه مصر.
وأشار «أبوزيد»، إلى دراسة أجراها المجلس العربي للمياه وتوصلت إلى أن أحد المجالات الهامة لمواجهة هذا التحدي هو الاتجاه إلى استخدام الموارد المائية غير التقليدية، وأصدر المجلس 6 أوراق سياسية عن استخدمات المياه غير التقليدية منها مياه الصرف الصحي المعالج، مياه الصرف الزراعي المعالج، التحلية، السيول.
وأوضح «أبوزيد» أن التحديات الموجودة أيضا عملية التصنيع وتوطين التكنولوجيا، فمن المعروف أن المنطقة العربية تنتج حوالي 60% من المياه المحلاة على مستوى العالم، تنتج منها المملكة العربية السعودية حوالي 30%، وبالتالي لا يوجد نقص في إنتاج المياه المحلاة، مشيرا إلى أن مصر بدأت في التوسع في إنتاح المياه المحلاة خاصة في المناطق البعيدة التي يصعب نقل مياه النيل إليها.